اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 65
وقال أبقراط الخمرة صديقة الجسم والتفاحة صديقة النفس.
نادرة: اجتمع محدث ونصراني في سفينة فصب النصراني من ركوة كانت معه في مشربة وشرب وصب فيها وعرض على المحدث فتناولها من غير فكر ولا مبالاة فقال النصراني جعلت فداك إنما هو خمر فقال من أين علمت أنها خمر قال اشتراها غلامي من يهودي وحلف أنها خمر فشربها بالعجلة وقال للنصراني أنت أحمق نحن أصحاب الحديث أفنصدق نصرانيا عن غلامه عن يهودي والله ما شربتها إلا لضعف الإسناد.
وقال الجاحظ كل شيء من المأكل يكون أوله أطيب من آخره إلا النبيذ فإن القدح الأول ثقيل والثاني أسهل والثالث أسلس والرابع أسوغ والخامس أعذب والسادس ألذ حتى ينتهي إلى غاية السرور.
حكي أن عبد الملك بن مروان امتحن أعرابياً من الشعراء فقال صف لي الخمر فأطرق الأعرابي وقال:
شموس إذا شجت لدى الماء مرة ... لها في عظام الشاربين دبيب
تريك الغذاء من دنها وهي دونه ... لوجه أخيها في الوجوه قطوب
فقال عبد الملك شربتها يا أخا العرب ووجب عليك الحد فقال ومن أين لك ذلك يا أمير المؤمنين فقال لأنك وصفتها بصفتها فقال وإني قد رابني من أمير المؤمنين ما رابه بأن يكون أيضاً شربها إذ عرف أني وصفتها بصفتها فضحك منه وأحسن جائزته.
نادرة: جلد مدني في الشراب وكان طويلا والجلاد قصيرا فقال له تقاصر لينالك السوط فقال ويلك إلى أكل الفالوذج تدعوني والله لوددت أني أطول من عوج وأنك أقصر من يأجوج ومأجوج.
كتب رجل إلى ابن قريعة القاضي فتيا (توفي المذكور سنة شبع وستين وثلاثمائة ببغداد) ما يقول القاضي أيده الله في رجل سمى ولده مداما وكناه أبو الندامى وسمى ابنته الراح وكناها أم الأفراح وسمى عبده الشراب وكناه أبو الإطراب وسمى وليدته القهوة وكناها أم النشوة أينهى عن بطالته أم يؤدب على خلاعته؟ فكتب تحت سؤاله لو بعت هذا لأبي حنيفة لأقعده خليفة ولعقد له راية، وقاتل من تحتها من خالف رأيه ولو علمنا مكانه لمسحنا أركانه فإن أتبع هذه الأسماء أفعالا وهذه الكنى استعمالا علمنا أنه قد أحيى دولة المجون وأقام لواء ابنة الزرجون فبايعناه وشايعناه وإن تكن أسماء سماها ما له بها من سلطان خلعنا وفرقنا جماعته فنحن إلى إمام فعال أحوج منا إلى إمام قوّال انظر أيدك الله إلى معاني هذا النثر الذي يعجز عنه البديع والمجون الذي لا يلحقه الخليع.
وقالت دنانير جارية البرامكة من أصبح وعنده قنينة ناقصة وزبدية طباهجة باردة وتفاحة معضوضة ولم يصطبح فهو أحمق فاسد المزاج يحتاج إلى العلاج.
الفصل الثاني
في تدبير استعمالها على رأي الحكماء
قال الشيخ الإمام علاء الدين أبو الحسين علي بن أبي الحزم القرشي المتطبب المعروف بابن النفيس تغمده الله برحمته في الجملة الثانية في قواعد الحبر العلمي من الطب في كتابه المشهور المعروف بالموجز عندما ذكر تدبير المشروب ما هذا نصه:
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 65