اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 277
الطاووس: قال أصحاب البحث عن طبائع الحيوان أن الطاووس في الطير كالفرس في الدواب عزا وحسنا غير أن الناس لا يتبركون به ويكرهون في دورهم وفي طبعه العفة وحب الزهور بنفسه والخيلاء والإعجاب بريشه وعقد لذنبه كالطاق لاس يما إذا كانت الأنثى ناظرة إليه تبيض بعد أن يمضي لها العمر ثلاث سنين وكذلك لا يحصل التلوين في ريش الذكر إلا بعد هذه المدة وهي نهاية البلوغ والأنثى تبيض مرة واحدة في السنة أثنى عشرة بيضة وأقل وأكثر ولا تبيض متتابعاً ويسفد في زمن الربيع ويلقى ريشه في زمن الخريف كما تلقى الشجر ورقها وهي كثيرة العبث بالأنثى إا حضنت وربما كسر البيض ولهذا يحضن بيضه تحت الدجاج والدجاجة لا تقوى على حضن أكثر من بيضتين منها وينبغى أن يتعاهد الدجاجة بجميع ما تحتاج إليه مخافة أن تقوم عنه فيفسده الهواء والفرخ يخرج من البيضة كاسيا كما يخرج الفروج والطاووس من الطير الذي يبيض بيض الريح.
ويقال: أن عبث الطاووس بأنثاه وإن حضنها غيرة منه أن يخرج من البيض ما يشبه في حسن ريشه وبهاء خلقه وزعم أرسطو أن الطاووس يعيش خمساً وعشرين سنة وهذا منه حكم لا يعينه الاستقرار.
الوصف أبو الصلت أمية بن العزيز الاندلسى:
أهلً به بدى فتى مشيه ... يختال في حلل من الخيلاء
فالروضة الغناء أشرق فوقه ... ذنب له كالروضة الغناء
ناديته لو كان يفهم منطقى ... أو يستطيع إجابة لندائي
يارافعاً فوق السماء ولابساً ... للحسن روض الحزن غب سماء
أيقنت أنك في الطيور مملكاً ... لما رأيتك منه تحت لواء
وله:
أبدى لنا الطاووس عن منظر ... لم تر عينى مثله منظرا
متوج المفرق إن لا يكن ... كسرى بن ساسان يكن قيصراً
في عضو ذهب مفرغ ... في سندس ريشه أخضر
نزهة من أبصر في طيها ... عبرة من فكر واستبصر
تبارك الخالق في كلما ... أبدعه منه وما صورا
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 277