responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 276
ويقال أنها تقسم بيضها اثلاثا منه ما تحضنه ومنه ما تجعل صفاره غذاء ومنه ما تفتحه وتتركه للهواء حتى يعفن ويتولد من عفنه دواب فتغدى بها فراخها إذا خرجت وهو من الحيوان الذي يزاوج ويعاقب الذكر في الحضن وهو لا يأنس بالإبل ولا بالطير مع مشاركته لهما وكل ذى رجلين إذا انكسرت له أحداهما استعان بالأخرى ما خلال النعامة فإنها تبقى في مكانها جاثمة حتى تهلك جوعاً، ويقال إن الحيوان الوحشي ما لم يعرف الإنسان لا ينفر منه إذا رآه ما خلا النعام فإنه شارد أبداً وبه يضرب المثل في الشرود وعظامه وإن كانت عظيمة وشديد العدو ها لا مخ فيها ولا مجرى لها وتزعم العرب أن الظليم أصلح وأنه لما كان كذلك عوض عن السمع بالشم فإنه يعرف بأنفه ما لا يحتاج معه إلى السمع فربما كان على بعد فشم رائحة القناص على أكثر من غلوه والعرب تضرب به المثل في حاسة الشم وفسر بعض المعتنين بتفسير أمثال العرب، قوله أحمق من نعامة، أن من حمقها إذا أدركت القناص أدخلت رأسها في الرمل تقدر أنها قد استخفت منه، وهو قوى الصبر عن الماء شديد العدو وأشد ما يكون عدواً إذا استقبل الريح وكلما أشد لغضوفها كان أشد حصراً وهو في عدوه يضع عنقه على ظهره ثم يخرق الريح وهو يبتلع العظم الصلب والحجر والدر والحديد فيميعه بحر قانصته حتى يصير كالماء ويبتلع الجمر حتى ينقذه إلى جوفه فيكون جوفه هو العامل على إطفائه ويكون الجمر هو العامل على إحراقه وفي ذلك أعجوبتان إحداهما التغذى بما لا يغدو والأخرى الاستمراء والهضم وهذا غير منكر لأن السمندل وهو كما زعم بعضهم دابة توجد ببلاد الهند وبلاد السند دون الثعلب خليخية اللون حمراء العين ذات ذنب طويل ينسج من وبرها مناديل إذا اتسخت القيت في النار المتأججة فيزول منها الزهم ولا تحترق وببلاد الترك جرذان تسلخ جلودها ويتخذ من وبرها مناديل إذا اتسخت غسلت بالنار بأن تلقى فيها ولا تحترق وزعم آخرون أن السمندل طائر ببلاد الهند يبيض ويفرخ وفيه من الخاصية أنه يدخل بالنار ويخرج منها ولا يحترق ريشه ويعمل من جلده مناديل الغمر فكما أن خاصية هذا الحيوان في ظاهره كانت خاصية النعام في باطنه والباطن في الحيوان كله أنعم من الظاهر.
وقد حكى أبو عبيد البكرى في كتاب المسالك والممالك لما ذكر قابس أن بعض البادية دخل على أميرها بطائر على قدر الحمامة ذكر أصحابه أنهم لم يروه قبل وما عهدوه وكان فيه من كل لون وهو أحمر المنقار فأمر بقص جناحيه وأن يرسل في قصره فلما كان الليل أوقد بين يدي الأمير مشعل فلما رآه الطائر قصده وأراد الصعود إليه فلم يستطيع النهوض فلم يزل يجهد نفسه حتى صعد إليه وجلس في وسطه وجعل يتفلى فيه كما يتفلى الطائر في الشمس فلما قضى وطره منه نزل، والنعام تصاد بالنار كما تصاد سائر الوحوش فإنه إذا رآها دهش لها واعتراه فكر فيها فيقف وقوف حيرة فيتمكن منه الصائد.
خواصه من المصائد لم يذكر منها شيئاً.
الوصف أبو إسحاق ابراهيم بن خفاجة:
ولرب طيار خفيف قد جرى ... مثلاً يحار خلفه طيار
من كل قاصرة الخطا مختالة ... مشى الفتاة تجر فضل ازار
مخضوبة المنقار تحسب أنها ... كرعت على ظمأ بكأس عقار
لايستقر بها الأداحى خشية ... من ليل وبل أو نهار بوار
قال الزمخشري:
ياسائلى أننى أصبحت في بلد ... لا عطلة ترجى لى ولا عمل
ولا غريب ولا لى فيه من أحد ... مثل النعامة لا طير ولا جمل

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست