اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 274
خواص حمار الوحش: الجحش البري أحمدها لحماً ولحم الهرم يولد دماً رديئاً ومن داوم على أكله لم يكن يبرأ وسرته أطيب ما فيه وكثير من الناس يأكلون الحمار مسموطاً ويستطيبون جلده مشوياً ويجدون فيه طعم لحم الدراج وشحمه نافع من الكلف في الوجه إذا طلى به ومن وجع الظهر والكلى العارض من البلغم وإذا أحرق حافره سحق في الكحل نفع من الغشاوة ودفع وجع العين وزبله إذا خلط بمخ وطلي به الجبين قطع الرعاف ويقال أن الخاتم إذا خرط من حافره وعلق على من يعتريه الصرع نفع منه ودماغه يضاف بماء الكرفس والعسل ويغلى ويسقى من به السل في الحمام بماء حار على الريق فيبرأ.
خواص بقر الوحش: لحمها غليظ يولد دماً رديئاً قريباً من السود وبطنها أطيب ما فيها ودمها أسرع إلى الجمود من دم سائر الحيوان ويطبخ لحمها بخل فإذا غلي جدد خل آخر وإناثها المها والعين والنعاج وأولادها البراعز والواحد برعز والجآذر جمع جؤذر والذرعان جمع ذرع والبحازج جمع بحزج والفرافر والفرائد جمع فرير وهو ساعة يولد طلاء وأقاطيعها الأجل والرنب والسرب والصوار.
خواص الظبي: والظبي أول ما يولد طلاء ثم خشف ثم شادن إذا طلع قرنه فإذا تمت قوته فهو شصر ثم جذع ثم ثنى ولا يزال كذلك إلى أن يموت لا يزيد على هذا وسأل جعفر ابن محمد النعمان بن ثابت أبا حنيفة فقال له: ما على محرم كسر رباعية ظبى فقال: يا ابن رسول الله ما أعلم ما فيه فقال له: أنت تتداهى ولا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية هو ثنى أبدا ولحمه يولد دماً قريباً إلى السواد وهو أقل ضرراً من لحم البقر وطبخه بالماء والملح أحمد والقديد أكثر ضرراً وأكثر لتحريك السوداء لأنه يزداد يبساً ويجود فعله ويقوى وأطيب ما يؤكل يفه كبده مشوية وشحوم الظباء تغدو غذاء كثيراً وزعمت الحكماء أن دم التيس منها عن شطل ماعز من السموم وأنه إذا صب حاراً على الحجر الذي يضرب عليه النحاس فتته وإذا خلط مع الزنجفر صبغ الياقوت ويخلط معه وهو يابس قرطاس محرق ويعجن بشيرج ويضمد به البواسير فتنفع ومرارته تنفع من الغشاء في العين وكبده إذا شويت واكتحل بها وكبد جميع الماعز نفعت إذا دهن الرجل مذاكيره بشحم خصى التيس مع شيء من عسل عند الجماع وجد له لذة ويعجن بعر التيس بخل ودقيق شعير ويضمد به الطحال فينفع وإذا حرق وسحق بالخل نفع داء الثعلب وإن شرب مع الخل نفع من لدغ الهوام ويخلط دمه يابساً بلاذن ويدهن به الشعر فيغلظه ويطوله.
القول على طبائع الأرنب من المباهج: تقول أصحاب الكلام أن قضيب الذكر من هذا النوع كذكر الثعلب أحد شطريه عظم والآخر عصب وربما ركبت الانثى الذكر حين السفاد لما فيها من الشبق وتسفد وهي حبلى وهي قليلة الدرور على ولدها ويزعمون أن يكون شهرين ذكراً وشهرين أنثى وكنت استبعد هذا وأقول أنه من الخرافات حتى وقفت عند مطالعتي للكتاب الذي وضعه ابن الأثير في التاريخ وسماه الكامل على حكاية أوقفتني على الاعتراف بعد الإنكار.
ذكر في حوادث سنة ثلاث وعشرين وستمائة فقال وفيها اصطاد صديق لنا أرنباً فرآه وله انثيان وذكر وفرج أنثى ولما شقوا بطنه رأوا فيه حريفين فإذا كان كما زعموا من أن يكون تارة ذكراً وتارة أنثى فيكون كذلك وإلا فيكون في الأرانب كالخنثى في بني آدم يكون لأحدهما فرج الرجل وفرج الأنثى ثم أعقب هذه بما هو أعجب منه فقال كنت بالجزيرة ولنا جار له بنت اسمها صفية فبقيت لذلك نحو خمس عشرة سنة فإذا قد طلع لها ذكر رجل ونبتت لها لحية فكان لها فرج امرأة وذكر رجل والأرانب تنام مفتوحة العين وربما جاء القناص إليها يأخذها من جهة وجهها وهي لا تبصر وسبب ذلك أن حاجبي عينيها لا يلتقيان فهما مفتوحتان في النوم واليقظة.
قلت: ما أحسن ما أنشدني الشيخ بدر الدين البشتكى أحد شعراء العصر بالديار المصرية للشيخ العلامة شهاب الدين بن أبي حجلة مضمناً قول المتنبي:
وقوم بالحشيشة ذاب منهم ... فؤاد مايسليه الملام
أرانب غير أنهم ملوك ... مفتحة عيونهم نيام
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 274