responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 267
من إنشاء المجيد أبي علي بن أبي النحناء العسقلاني رسالة طردية نقلتها من خط الوداعي من أصبحت نعمه سوارح واستعبدت منته القلوب والجوارح فأصبح لها المجد مقراً ولرغرائب السودد والثناء مقراً مثل حضرة مولاي أطال الله بقاءه تطلبت له الأنفس النار ونغصت له الملاذ والمسار ومما يظرف به العبد أسنى الله قدره وأعلاه أنه خرج يوماً مع أناس قد وصلوا برهم بايناس كل منهم يهتز للأكرومة ويأوى إلى شرف الأرومة على خيل مسومة مثقفة مقومة من بين جون أدهم أذكى من فارسه وأفهم أغر محجل وعدة معجل كان اسوداد أهابه إذا ضاهى به ليل رمت البلاد شهبه شبهة العين والأرض نهبه إذا زاغ عن سنان أو تعطف لعنان ظننته صد عن مواصله وانفصل عن مفاصله واشقر كالطراف عبل الطراف نهد كريم له سالفة ريم كأنما خرط من عقيق أو تردى برداء من شقيق يجري كهوج ويعلو كموج وينزل كوابل إن قرعت عرفه سابق طرفه وإن أوردته الطراد أوردك المراد وكميت كالطود ذي وطيف كذراع العود يلطم الأرض بزبر وينزل من السما بخبر وهملاج أشهب إن زجرته ألهب أديمه روضه بهار ينظر من ليل في نهار ينساب انسياب الأيم ويمر مرور الغيم لا ينبه النائم لو عبر به ولا يحرك الهواء في مسربه أخفى وطأ من طيف وأوطى ظهراً من مهاد ضيف فلم يزل بنا المسير وكل في طاعة صاحبه أسير إلى أن صادفنا وادياً كان لعيوننا بادياً فما قطعناه عرضاً حتى أتينا أرضاً كأنما فرش قراراها بزبرجد وصيغت أنوارها من لجين وعسجد قد رقرت فيها السحاب دمعها وأحسنت قيعانها جمعها نسيمها سقيم وظلها مقيم وماؤها جورى وتربها شجرى فهي تهدي للناشق أنفس المعشوق إلى العاشق كأن غدرانها في اخضرار رياضها وجداولها في اسوداد بياضها وبدور سماء كملت وبروق في متون غمام تساسلت طائرها مكسال وظباؤها ارسال ذات قرون معقفة كأذناب العقارب وبطون مبيضة كالنهار السارب مضمخة الأجساد بخليط صندل وجساد قد اكتست أطيارها فأغربت وتغنت بلغاتها فأطربت كأن الأماني فتحت لها أبوابها والرياض خلعت عليها أثوابها إذا شنجت للبكاء وأعلنت بالمكاء أبت الطباع على نغمات الموصلى في نفثات البابلي ومجت الأسماع شدو الفريض بمرقق القريض فعند ذلك يممنا ظل شجرة هنالك ذات جدول متكمر في مسلك متيسر وكان أعلاه بطن جان وقرارته مساقط در ومرجان فلما وردنا عليها وأنضفنا إليها حنت علينا أغصانها حنو الوالد وألحفتنا أوراقها بظل خالد وأتحفتنا من ثمارها بطارف وتالد فأصبنا من ثمرها قليلاً ونقعنا بماء جدولها غليلاً ثم نهضنا نطلب الأوابد كوامنها واللوابد وقد يسرنا مقاود الكلاب وشركنا في البحث والطلاب كل كلب منها غلوب ولا رواح الطرائد سلوب ذو خطم مخطوف ومخلب كصدغ معطوف بقوائم مالذوابل ومتن كالغصن الذابل غائب الخصر حاضر النصر كأنما لملمت هامته من فهر وخرط وما دون عينيه بجهر له طاعة تهذيب وإخلاس ذيب وتلفت مريب وحذافة نذريب له من الطرف أوراكه ومن الطرف إدراكه ومن الأسد صوله وعراكه إذا طلب فهو منون وإذا انطوى فهو نون وإذا استرسل فهو خط على الأرض مظنون فسنح لأحدها غزال والمقود عنه مزال فاسترسل عليها وهرب وجد في طلبه فانسرب فأنبرا في أسلوب ما بين سالب ومسلوب إذا مرق الأول كالسهم تبعه الثاني كالوهم فللظبي حد على جناح وحل وللكلب انبساط أمل في سرعة أجل إلى أن جعجعه وبنفسه فجعه دامي الجروح بادي القروح مستسلماً لسلب الروح فعاجلناه بالذكاة وأيقنا بحلول البركات ثم انتحى بعضنا بفهد ذي صدر رحب نهد كأن قرار ثمرته في اختلاط بياضه بسمرته ثوب مصمت معتق مطلق فد فرشت فوقه أقراص عنبر! ففتها يد صانع خبير فنبهه ففج فجيج ثعبان وأطلقه على ظبية تدب دبيب عقران فلما أدركه ناظر الصيبه ومرت مرور عيبه فآت أبصارنا بنفرنه وسبق أفكارنا بظفرته ولطمها عند الإدراك من الكتف إلى فرجة الأوراك فشقها شق المزاد ضاقت أفواهها عن خروج المراد وضرعها يضطرب كأن قوائمها تجترب فبادرنا مهللين وذكيناها محللين ثم ملنا إلى الطيور وجوارحنا مطلقة السيور فقال رجل من أصحابنا أتبعنا عند أصحابنا ذلك الغدير فيه طير يستدير ينظر من خراة ابره ويحتال في بروز خبره فاستدللنا عليه بالبراهين إلى أن ارتكض قوم من الشواهبن أطلقه حامله واقترحت عن شباقته أنامله فمر في الهواء يتصرت في الأهواء يذكى جداً وأعمالاً ويطعن يمينا

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست