responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 258
القول فى طبائع البازي: وتنقسم إلى خمسة أصناف البازي والزرق والباشق والعفصي والبيدق والبازي أحرها مزاجا لأنه قليل الصبر على العطش ومأواه مساقط الشجر العادية الملتفة والظل الظليل ومطرد المياه وهو لا يتخذ وكراً إلا في شجرة لها شوك مختلفة الحجون يطلب بذلك الكن ولا يقع في شتاء ولا صيف على أغصانها ولا أطرافها وإذا أراد أن يفرخ بنى لنفسه بيتا وسقفه تسقيفا لا يصلى إليه منه مطر ولا ثلج إشفاقاً على نفسه من البرد والحر ولهذا إذا أخطأ صائده وكان في برية لا شجر فيها طار فيها حتى يلج كهفا من جبل أو جدار من الأرض ليسكن فيه ولذلك علق عليه الجوسكيما يدل على موضعه إن خفي وهو لا يطيق البرد ولا الحر لرقة جوانحه فسبيله في البرد أن تقرب منه النار ليدفأ ولجعل تحت كفيه في الشتاء وبر الثعلب واللبود وسبيله في الحر أن يجعل في كن كنين من السموم بارد النسيم ولفرش له الريحان والخلاف، وهو خفيف الجناح سريع الطيران يلف طيرانه كالتفاف الفاختة ويسهل عليه أن يزج نفسه صاعداً وهابطاً وينقلب على ظهره حتى يلتقم فريسته وسبيله أن يضرأ على صيد الدراج والنبح إن كان طويل المنسر وإذا كان قصير المنسر فسبيله أن يضرأ على طير الماء والحبرج والإناث من هذا الصنف أجرأ على عظام الصيد من ذكورها، قال أصحاب البيزرة في الكلام على الإناث من البزاة إذا كان وقت سفادها وهياجها يغشاها جميع أجناس الحيوان الضواري كلها الزرق والشاهين والصقر وإنما تبيض من كل طير يغشاها ولهذا تجيء مختلفة الأخلاق من الحسن والجراءة والخبث والغدر والذكاء والقوة والضعف والحسن والقبح والشراهة ولهذا البازي لا يترك ما بين العصفور إلى الدراج والكراكي وصفة الفاخر منه أن يكون قليل الريش أحمر العينين حادهما وأن يكونا مقبلتين على منسره وجؤجؤهما مطلان عليهما لا يكون وضعهما في جنبي رأسه كوضع عين الحمام والأوراق دون الأحمر العين والأصفر دونهما وسعة الأشداق دليل على قوة الافتراس.
ومن صفاته المحمودة أن يكون طويلا عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين شديد الانخراط إلى ذنبه وإن تكون فخذاه طويلتين مسرولين بريش وذراعاه قصيرتين غليظتين وأشاجع كفيه عارية وأصابعه متفرقة لا تكون مجتمعة ككف الغراب ومخلبه اسود ومنسره اسود رقيقا وأفخر الألوان البيض ثم الشهب وهما لونان يدلان على الفراهه والكرم وأما الأسود الظهر المنقش الصدر بالسواد والبياض فهو يدل على الشدة والصلابة فإن اتفق أن يكون أحمر العينين وكثيرا ما يتفق كالنهاية وهذا اللون في البزاة كالكميت من الخيل لأنه يدل على الشدة والأحمر من هذا الصنف أحسن. البزاة لأنه فيها كالسوسي من الخيل بعيد من الصلاح، وأول هن صاد بهذا الجارح لزرتق أحد ملوك الروم الأول وذلك أنه رأى بازيا إذا علا كنف وإذا أسفل أخفق وإذا أراد يسمو ذرق فاتبعه حتى أقتحم شجرة ملتفة كثرة الدغل فأعجبته صورته فقال هذا طائر له سلاح تتزين بمثله الملوك فأمر بجمع عدة هن البزاة فجمعت وحصلت في مجلسه فعرض لبعضها إثم فوثب عليه فقتله فقال ملك يغضب كما تغضب الملوك ثم أمر به فنصب على كندرة بين يديه وكان هناك ثعلب فمر به مجتازا فوثب عليه فما أفلت منه إلا جريحا فقال هذا جبار يمنع حماه ثم أمر به فضرى على الصيد واتخذته الملوك بعد ذلك.
ابن الإيثر في البزاة: وأطلقت لك البزاة بعد أن ذكر اسم الله على إطلاقها وتعلقت بما فوقها من الطيور حتى كأنما هي أطواق في أعناقها.

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست