responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 10
فلما قرأها ابن الزبير قال لحاجبه اخرج إلى الباب وناد يا خطي ادخل فلما سمع أبو الحسين قول الحاجب يا خصي ادخل فقال هذا دليل على السعة.
وهذا جميعه مأخوذ من قول الآخر:
أيدخل من يشاء بغير إذن ... وكلهم كسيد أو عوير
وأبقى من وراء الباب حتى ... كأني خصيه وسواي أير
وقال بعض الشعراء وقد منعه بواب اسمه بصاقة من الدخول
يا من سما في المكرما ... ت وفاق أرباب الممالك
أعجب لأمر بصاقة ... منع الدخول لباب خالك
وهو المعين على الدخو ... ل إذا تعسرت المسالك
وقال جحظة:
ولي صاحب زرته للسلام ... فقابلني بالحجاب الصراح
وقالوا تغيب عن داره ... لخوف غريم ملح وقاح
ولو كان عن داره غائباً ... لأدخلني أهله للنكاح
وقال آخر:
وكل خفيف الشأن يسعى مشمراً ... إذا فتح البواب بابك أصبعا
وتحن الجلوس الماكثون توقرا ... حياء إلى أن يفتح الباب أجمعا
وأنشدني صاحب الأمالي:
كم من فتى تحمد أخلاقه ... ويسكن العارفون في ذمته
قد أكثر الحاجب أعداؤه ... وأحقد الناس على نعمته
حكى أبو السعادات بن شجري في شرح الحماسة أن أنس بن زنيم الهذلي وفد على عمرو بن عبد الله بن التميمي في جماعة من الشعراء فصده الحاجب عن الدخول وأذن لغيره من الشعراء فلما طال حجابه كتب إليه أبياتاً منها:
لقد كنت أسعى في هواك وأبتغي ... رضاك وأعصي أسرتي والأدانيا
حفاظاً وإمساكاً لما كان بيننا ... لتجزيني يوماً فما كنت جازيا
أراني إذا ما شمت منك سحابة ... لتمطرني عادت عجاجاً وسافيا
أأقصى ويدنى من يقصر رأيه ... ومن ليس يغني عنك مثل غنائيا
فلما قرأ الأبيات عنف حاجبه ثم أذن له وقال له ويحك ما هذا، قال فعل حاجبك وطول مقامي وأنت تعطي من أقبل وأدبر، فقال يا هذا أشهدت معي موذاة هجر قال لا، قال ألك من يد تضربني بها أو تستحق علي ما طلبت قال نعم كنت أجلس بين يديك وأسمع حديثك فأنشر محاسنه وأطوي مساوئه، فقال وأبيك إن في هذا لما يشكر كم أقمت بالباب، قال أربعين يوماً فأمر له بأربعين ألف درهم.
ولشهاب الدين ابن أبي حجلة:
ألا قل لشمس الدين صاحبنا العبسي ... أتينا مراراً نحو بابك بالأمس
فإن حجبتك الجدر عنا فربما ... رأينا جلابيب السحاب على الشمس
وقال شرف الدين بن عنين (ومولده سنة تسع وأربعين وخمسمائة ووفاته سنة ثلاثين وستمائة) :
أين غلمانك الممطيفون بالبغ? ... ?لة والرافعون للأثواب
ردك الدهر كالنداء على الني? ... ?يل لا حاجب ولا بواب
وعلى ذكر الحاجب فما أحسن قول القائل في مليح قلندري:
بدا في حلق الحواجب فتنة ... فقلت لعقل ذاهل فيه ذاهب
حبيبي بحق الله قل لي ما الذي ... دعاك إلى هذا فقال مجاوبي
وعدت بوصل العاشقين تعطفاً ... فلم يثقوا فاسترهنوا قوس حاجبي
وقال السراج الوراق فيه:
عشقت من ريقته قرقف ... وما له إذ ذاك من شارب
قلندريا حلقوا حاجبا ... منه كنوز الخط من كاتب
سلطان حسن زاد في عدله ... فاختار أن يبقى بلا حاجب
وقف بعض المطابيع على باب بعض الأمراء والطعام قد حضر فخرج حاجب الأمير إلى الباب فقال أيها المطبوع ألك حاجة، قال نعم قال ما هي؟ فقال له إذا دخلت فاقرئ خبر الأمير السلام.
وما أظرف في ذم الحاجب قول السراج الوراق:
لا ذقت ذل حجاب ... ولا وقوفاً بباب
فقد حنقت وقد قا ... م شارب البواب
ورحت أجري وصحف? ... ?ت موضعين لما بي
وقال زين بن الوردي:
يقول بوابه إذا رأى ... بالباب مني وقفة الحائر
له محارلايم بها شغلة ... قلت محاريم بلا آخر
وقال السراج الوراق مضمناً:
وقطب عند دخولي إليه ... فتم له القبح معنى وصورة
ولولا الضرورة ما زرته ... على الرغم مني وعند الضرورة
وقال جمال الدين ابن نباتة:
حجبتني فازددت عندي علبا ... برغم من أقبل كالعاتب
وقلت لا أعدم من سيدي ... من كان عيني فغدا حاجبي

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست