responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 308
المفقود في عقله وذاكرته واستطاع مع ذلك أن يجعلها رائعة من الروائع؛ ولكن مع أنه لم يكن يقرأ فإن الكلمات كانت تكتبها بناته، وكان يستطيع الرجوع إليها كلما أراد. ومع ذلك فإنه من الجائز أن ذاكرة أحسن تمرينها وتدريبها تستطيع أن تستغني عن المخطوطة، ومن الجائز كذلك أنه كانت لهومر مثل هذه الذاكرة. وهكذا نجد أن الجدل حول هذا الموضوع -على إغرائه- غير مفضٍ إلى نتيجة. فلم تكن الإلياذة ذات التحام وثيق مثل الكوميديا الإلهية، ولكن يمكن أن يقال إن سبب ذلك لم يكن لأنها لم تُكتب على الورق. وترجيح أنها قد كتبت يقوَى حين نقارنها بالملاحم التي لم تكتب ولكنها نظمت في ذاكرة الشاعر ونقلت بالرواية ... غير أن خصائص هذه تختلف عن طبيعة الإلياذة.. ثم يمضي باورا في حديثه إلى أن يقول: ولا قيمة للحجة التي يُدلَى بها ضد تدوين الإلياذة، وهي: أن النص في القديم كان ذا قراءات مختلفة. فطرق الحكاية الهومرية تجعل من السهل الخطأ في الاقتباس. ومع ذلك فأي نص قديم عرضة للفساد والإقحام، إن لم يكن أيضًا عرضة للتزيد والتوسع. وخطة الإلياذة الحاضرة تنفي فكرة التزيد والتطويل ... ولكن لا شك أنه كان ثمة إقحام وإضافات، فالأبيات التي تذكر مدينة أثينا عدها القدماء مقحمة أضافها صولون أو بيزيزتراتوس ليسوغا دعوى الأثينيين في ميجارا Megara وثمة رواية فيها أن سيناثيوس Cynaethus الشاعر الجوال تصرف بالنص وأضاف إليه أجزاء من نظمه، ولكن هذه الحقيقة وحدها، وهي أن هذه الإضافات قد اكتشفت وأشير إليها، تبين أن النص كان معروفًا ويستطاع الرجوع إليه؛ ولو لم يكن مكتوبًا لكان من المستحيل تقريبًا معرفة أية زيادة أو إقحام. وما يُسمَّى انسياب النص وتدفقه حقيقة واقعة لا شك، ولكنها لا تدل على أن الإلياذة في أيامها الأولى كانت قصيدة تُحفظ في الذاكرة وتوجد في صور متعددة من نسخ مختلفة جدًّا؛ وإنما تدل على أن روايتها المخطوطة المكتوبة كانت -كما هو الشأن في القصائد المبكرة الأخرى- غير دقيقة وعرضة للتحريف والفساد.
ثم يمضي باورا في حديثه فيقول: وتمتد جذور الصعوبة إلى موقف هومر

اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست