responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 312
يكن باطلا، كنتم أحق الناس بالكف عنه، وبالستر عليه، وقد كان أسقف[1] نجران يحدث بصفته، وكان سفيان بن مجاشع يحدث به قبله، وسمى ابنه محمدا، فكونوا في أمره أولا ولا تكونوا آخرا، ائتوا طائعين قبل أن تأتوا كارهين, إن الذي يدعو إليه محمد، لو لم يكن دينا، كان في أخلاق الناس حسنا، أطيعوني واتبعوا أمري، أسأل لكم أشياء لا تنزع منكم أبدا، وأصبحتم أعز حي في العرب، وأكثرهم عددا، وأوسعهم دارا، فإني أرى أمرا لا يجتنبه عزيز إلا ذل، ولا يلزمه ذليل إلا عز.
إن الأول لم يدع للآخر شيئا, وهذا له ما بعده، من سبق إليه غمر[2] المعالي، واقتدى به التالي، والعزيمة حزم، والاختلاف عجز.
فقال مالك بن نويرة[3]: قد خرف شيخكم، فقال أكثم: ويل للشجي من الخلي "انظر في ضبط الكلمتين وتصريفهما التاج وأمثال أبي هلال" والهفي على أمر لم أشهده، ولم يسعني! مجمع الأمثال [2]/ 217.
وأوصى أكثم بن صيفي قومه, فقال:
يا بني تميم، لا يفوتنكم وعظي إن فاتكم الدهر بنفسي، إن بين حيزومي[4] وصدري لكلاما، لا أجد له إلا أسماعكم، ولا مقار إلا قلوبكم، فتلقوه بأسماع مصغية، وقلوب داعية، تحمدوا مغبته.
الهوى يقظان، والعقل راقد، والشهوات مطلقة، والحزم معقول، والنفس مهملة، والروية[5] مقيدة، وإن جهل التواني وترك الروية يتلف الحزم، ولن يعدم المشاور مرشدا، والمستبد برأيه موقوف على مداحض[6] الزلل،

[1] لقب ديني لمن فوق القس ودون المطران, كلمة يونانية.
[2] غمر: غطى.
[3] شاعر فارسي ولاه النبي صدقات قومه، فلما توفي الرسول فرقها فيهم، وقتل بأمر خالد بن الوليد، ولامه أبو بكر وعمر. انظر معجم الشعراء.
[4] ضلع القلب، أو ما اكتتف الحلقوم من جانب للصدر.
[5] الروية: اسم مصدر من رَوَّى في الأمر بتشديد الواو: فَكَّر.
[6] جمع مدحض: مزلق، وفعله كخضع.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست