responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 311
ويدعك، إن الدنيا ثلاثة أيام: فأمس عظة وشاهد وعدل، فجعك بنفسه، وأبقى لك وعليك حكمه، واليوم غنيمة وصديق أتاك ولم تأته، طالت عليك غيبته، وستسرع عنك رحلته، وغد لا تدري من أهله؟ وسيأتيك إن وجدك، فما أحسن الشكر للمنعم، والتسليم للقادر، وقد مضت أصول نحن فروعها, فما بقاء الفروع بعد أصولها!
وقد أدرك أكثم بعثة الرسول، وبعث ابنه حبيشا ليأتيه بخبره، فلما رجع جمعهم وخطبهم قائلا, كما في الجزء الثاني من مجمع الأمثال[1]: يا بني تميم، لا تحضروني سفيها، فإنه من يسمع يخل[2]، إن السفيه يوهن من فوقه، ويثبط من دونه، لا خير فيمن لا عقل له، كبرت سني، ودخلتني ذلة، فإذا رأيتم مني حسنا فاقبلوه، وإن رأيتم مني غير ذلك فقوموني أستقم، إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة، وأتاني بخبره وكتابه، يأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأخذ فيه بمحاسن الأخلاق، ويدعو إلى توحيد الله تعالى، وخلع الأوثان، وترك الحلف بالنيران، وقد عرف ذَوُو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه، وأن الرأي ترك ما ينهى عنه. إن أحق الناس بمعونة محمد ومساعدته على أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس، وإن

[1] رواها أبو هلال العسكري في ديوان المعاني برواية أخرى جـ2 صـ247، وزاد أنه خرج إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فمات عطشا، وأوصى من معه باتباع النبي وأشهدهم على إسلامه ونزل فيه: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية. ومن عجب أن نرى أكثر الحكم العربية منسوبة إليه، وأن تكون خطبه ووصاياه كلها حكما, وقد أتينا على بعضها، وتركنا كثيرا منها لطوله. وفي الميدان جـ1 صـ78 وصية جمعت خمسة وثلاثين مثلا، وفي صفحة 210 جـ1 من أمثال العسكري الحكم التي بعث بها إلى النعمان بن حميصة البارقي في كتاب وهي تعد بالعشرات. وفي صـ103 جـ1 من أمثال العسكري خطبة أخرى له جمعت حكما كثيرة. والنسخة التي نعنيها هي طبع المطبعة الخيرية سنة 1910هـ.
[2] قال أبو هلال العسكري: من يسمع الشيء ربما ظن صحته، وقيل: من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه المكروه عليهم، أي: إن مجانبة الناس أسلم.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست