responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 310
وخير الأزمنة أخصبها، وأفضل الخطباء أصدقها. الصدق منجاة, والكذب مهواة, والشر لجاجة[1]، والحزم مركب صعب، والعجز مركب وطيء[2]. آفة الرأي الهوى, والعجز مفتاح الفقر، وخير الأمور الصبر، وحسن الظن ورطة[3]، وسوء الظن عصمة. إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي. من فسدت بطانته كان كالغاصّ[4] بالماء. شر البلاد بلاد لا أمير بها، وشر الملوك من خافه البريء. الصمت حكم[5] وقليل فاعله.
ومن وصية لأكثم بن صيفي:
تباروا فإن البر يبقى عليه العدد، وكفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه. إن قول الحق لم يدع لي صديقا، الصدق منجاة، لا ينفع التوقي مما هو واقع، في طلب المعالي يكون العناء، الاقتصاد في السعي أبقى للجمام، أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبه، لم يهلك من مالك ما وعظك، ويل لعالم أمر من جاهله، يتشابه الأمر إذا أقبل، وإذا أدبر عرفه الكيس والأحمق، البطر عند الرخاء حمق، والعجز عند البلاء أمن، لا تغضبوا من اليسير فإنه يجني الكثير، لا تجيبوا فيما لا تسألون عنه، ولا تضحكوا مما لا يضحك منه، حيلة من لا حيلة له الصبر، إن تعش تر ما لم تره، المكثار كحاطب ليل، من أكثر أسقط، لا تجعلوا سرا إلى أمة[6].
وعزى أكثم ملك العرب عمرو بن هند عن أخيه فقال: أيها الملك، إن أهل هذه الدار سفر، لا يحلون عقد الترحال إلا في غيرها، وقد أتاك ما ليس بمردود عنك وارتحل عنك ما ليس براجع إليك، وأقام معك من سيظعن عنك

[1] اللجاجة: التمادي في الخصومة والنزاع والنقاش.
[2] سهل.
[3] الورطة: الهلكة، وكل أمر تَعَسَّر النجاة منه.
[4] الشارق بالماء.
[5] الحكم: الحكمة، ومنه قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} والمعنى: الصمت حكمة, وقل من يفعله.
[6] 2/ 135 مجمع الأمثال.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست