responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في الميزان الجديد المؤلف : مندور، محمد    الجزء : 1  صفحة : 90
الحبيب، ولا عدا في ذكره له حد العتاب الذي تفاوت لينا وشدة بتفاوت حالات الشاعر النفيسة، بل قد رأيناه يرثي أخته خولة رثاء مؤثرا يدل على حزن حقيقي ومشاطرة لأخيها في ألمه، ودعاه سيف الدولة إلى أن يعود إلى جواره فاعتذر، ومع ذلك لم يكتم فرحة بخطاب تلك الدعوة الكريمة التي أتته من صديقه القديم، ولقد عبر عن حزنه لفراق ذلك الصديق غير مرة في شعر صادق جميل مؤثر، وبخاصة أثناء إقامته بمصر:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا
حببتك قلبي قبل حبك من نأى ... وقد كان غدَّارا فكن أنت وافيا
خُلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا ... لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
وقوله من قصيدة أخرى:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
أما تغلط الأيام فِيَّ بأن أرى ... بغيضا تنائي أو حبيبا تُقرب
وقوله:
أود من الأيام ما لا توده ... وأشكو إليها بيننا وهي جنده
أبى خلق الدنيا حبيبا تديمه ... فما طلبي منها حبيبا ترده
أحب إذن شاعرنا سيف الدولة حبا حقيقيا، وحزن لفراقه حزنا موجعا:
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته ... فليت أنا بقدر الحب نقتسم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وكذلك قوله:
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
... إلخ، مما يفيض غراما أو ما يشبه الغرام، وألف الشاعر تلك اللغة، فظهرت في مدحه لغير سيف الدولة، ككافور في قوله: "وما أنا بالباغي على الحب رشوة ... " وقوله:
ولو لم يكن في مصر ما سرت نحوها ... بقلب المشوق المتسهام المتيم
وابن العميد بقوله:
تفضلت الأيام بالجمع بيننا ... فلما حمدنا لم تدمنا على الحمد
فجد لي بقلبي إن رحلت فإنني ... مخلف قلبي عند من فضله عندي

اسم الکتاب : في الميزان الجديد المؤلف : مندور، محمد    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست