اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 36
أمراء وملوك أسرة محمد علي, وكلمة الكفاح تعني -في النهاية- تنبيها وتحميسا وتحريضا وكل هذه المعاني كانت تستوعبها المقالة, وظهرت مقالات مصطفى كامل الالتهابية في التحميس لتنبيه الشعب إلى ضرورة السعي والجهاد للاستقلال, ومقالات على يوسف المنطقية ضد الإنجليز وأخيرا مقالات لطفي السيد في مكافحة الرجعية والدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي.
وعلى هذه الأقلام نشأ عبد القادر حمزة فنقل المقالة إلى المناقشة الحزبية وأصبحت المقالات من تقاليد الصحافة المصرية, لا ينشد صحفي التفوق بدونها"[1]. ويقول آخر: ومما يتصل بهذا المجال وهذه الفترة أيضا إن جيل الشباب الذي قرأ اللواء والمؤيد والجريدة وغيرها قبل الحرب العالمية الأولى كان هو نفسه الجيل الذي خاض غمار ثورة 1919, لم تقصد الصحف أن تجعل من قرائها جمهورا سلبيا، ومن هنا كانت الغلبة لمقالات الرأي واحتفاء الصحافة بالمقالات النزالية[2].
5- وإذا كانت هذه الأوقات مما يعتبر "العصر الذهبي للمقالة الوطنية". فإنه مما يهمنا هنا الإشارة إلى بعض خصائص المقالة في هذه الفترة نفسها، والتي كان من أبرزها:
- إن كتابها كانوا من طائفة "الزعماء الوطنيين والصحفيين معا، وحديث كانت الزعامة والصحافة شيئا واحدا، وأبرز الأمثلة على ذلك: مصطفى كامل صاحب ورئيس تحرير "اللواء" وزعيم الحزب الوطني، وعلى يوسف صاحب ورئيس تحرير "المؤيد" وزعيم حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية وأحمد لطفي السيد صاحب "الجريدة" وزعيم حزب الأمة وهكذا.
- أنه نتج عن ذلك أن هذه المقالات الداعية إلى الاستقلال، وهو موضوعها الأول، كانت جميعها ذات اتجاهات وطنية متعددة، وإن اتفقت عليه في النهاية، كما كان أكثرها يغلب عليه الطابع الخطابي خاصة بالنسبة لمقالات مصطفى كامل ثم علي يوسف. [1] سلامة موسى: "الصحافة حرفة ورسالة" ص72. [2] جلال الدين الحمامصي "الصحيفة المثالية". من مقال بقلم "أحمد رشدي صالح" ص237-240.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 36