اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 31
ميزة ربما لم تتوفر في سير الأدباء والعلماء، وتلك هي العناية بالأحداث الخارجية المتصلة بهم، أما في سيرة العالم أو الفقيه فإن المهم هو سرد أسماء الأساتذة الذين علموه والأماكن التي زارها والأحاديث التي رواها [1] . وتتفق أكثر السير الإسلامية في سرد الصفات الخلقية والعقلية أما بالتنويه بها أو بإيراد القصص المختلفة التي تصورها [2] . وحتى السير التي تعالج حياة الحاكم أو السياسي تختلف اختلافاً بيناً فيما بينها من نواحٍ متعددة. فمنها السير التي تقص في أسلوب هادئ بسيط، لا مبالغة فيه ولا تزيد كسيرة ابن طولون للبلوي، وكتابات ابن زولاق، وسيرة السلطان يوسف للقاضي بهاء الدين بن شداد، وبعضها متكلف الأسلوب مثل سيرة السلطان جلال الدين للنسوي؛ وأكثرها يصور النواحي البارزة في العلاقات والأحداث السياسية، فتجيء تصويراً لأحداث فترة كاملة. وسيرة السلطان يوسف وجلال الدين والملك الظاهر وسيرة عم ابن عبد العزيز لابن عبد الحكم من هذا القبيل، وقلما تجد في تلك السير حديثاً عن دقائق الحياة الخاصة المتصلة ببطل السيرة، إلا أن كانت تلك الدقائق تبرز صفة من الصفات الخلقية التي يحاول الكاتب توضيحها كالعدل والشجاعة والكرم. ولا ينكر إن في أكثر هذه السير من الوثائق والأخبار ما يصلح لأن [1] Rosenthal: Mus. Hist.: p. 91. [2] المصدر السابق.
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 31