اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 26
وسيرة جوهر وأخبار الماذرائي وسيرة المعز لدين الله الفاطمي [1] وقد ضاعت أكثر السير التي كتبها باستثناء أخبار سيبويه وأجزاء من سيرة الأخشيد نقلها ابن سعيد الأندلسي في كتاب " المغرب " وقطع أخرى نقلها من جاء بعده من المؤرخين. ولكن هذه البقية الباقية، تدل على أنه من أطراف كتاب السير وأنفذهم نظراً، مع بساطة في التعبير، وروح قصصية عذبة، واهتمام عارض بشيء من النواحي الاجتماعية أو ما يمكن أن نسميه طبيعة الحياة اليومية للعصر الذي عاش فيه، ففيه يقظة الفنان ودقة المؤرخ وتحريه. وقد سيطرت عليه في ترجمته لسيبويه المصري طريقته في كتابة التاريخ ولعله كان معنياً بتسجيل مشاهداته ومسموعاته تسجيلاً فوتوغرافياً دقيقاً، ومن هنا جاءت السير لديه أشبه المذكرات.
ولم يكتب ابن زولاق سيرة سيبويه للسمر فحسب، بل كان مؤمناً بسيبويه مندهشاً لكثرة الفوائد التي يمكن أن يتلقها الإنسان منه إذا أغضبه. وقد دخل سيبويه في حياة ابن زولاق، كما دخل في حياة غيره من معاصريه، وكان ذلك المؤرخ الدمث الوديع يخافه ويتقي شره، ويحاول إرضاءه بالسكوت، ويستجيب لطلبه لئلا تصيبه جوارح هجائه. قال محدثاً عن نفسه " ولقيني سيبويه يوماً آخر عند دار الشمشاطي [1] السخاوي: الجواهر والدرر (في Mus. Historiography ص 515) .
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 26