responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 24
الفضل، لقلت الأمير أبو الفضل، وقد صحبته بعدما أناف على الثمانين، وفارقته وهواي مع الركب اليمانين، ونادمته فلم أقرع على منادمته سن الندم، وقدمت عليه فغمرني إنعامه من الفرق إلى القدم، وجالسته فأحمدته في كل أمر، وكأنني جليس قعقاع بن عمرو، وأما أدبه فقد كان على ذبول عوده غضاً، يكاد يغض من أزهار الربيع غضاً. وأما شعره فقد أعلن أهل الصناعة بشعار الانتماء إليه، ورفرفت الشعراء بأجنحة الاستفادة عليه. وأما رسائله فرسل يدر [1] وسلك لا يخونه الدر، ومن تأمل منثوره في المخزون، علم أنه فرحة المخزون ". فهذا النوع من التراجم قد أصبح معرضاً لتفنن الكاتب، أو تكلفه على وجه الدقة، فلا هو حافل بالخبر ولا هو صورة واضحة الجوانب، ولا فيه تحليل نفسي للشخصية المترجمة، وهو تقريظ محض، لا يرقى إلى النقد. وبين هذه القطعة والقطعة التي اخترناها من أبي حيان بون واسع أساسه المقدرة الفنية في الرسم، ولكنهما تشتركان في أن كلاً منهما ترجمة لأحد المعاصرين الأحياء، وهذا الاتجاه؟ أي كتابة سيرة الرجل قبل موته؟ ملحوظ في تلك الكتب التي يغلب عليها الطابع الأدبي، كيتيمة الدهر ودمية القصر والخريدة، ومثل هذا يحد من قدرة المترجم على أن يوفي من تحدث عنه حقه من نواحٍ مختلفة ولذلك فكثيراً ما تنحو هذه التراجم منحى الإفراط في المدح أو الإفراط في القدح.

[1] الرسل: اللبن، يدر: يغزر.
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست