اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 18
صورته السير الأولى، إلا عند المتمسكين بالحديث، فإنهم على شعورهم بعظمته، ظلوا ينظرون إليه من خلال ما صح من الأحاديث.
ويتبين لنا أن الزمن رفع الغاية الخلقية إلى موضع الصدارة، فأصبحت السير تكتب بدافع من النزعات الأخلاقية، وعلى مر العصور ستجد أن جانباً من السير قد أصبح مجموعة من الحكم والأمثال والأعمال الفاضلة التي تصدر عن أحد الناس، وتقترن الفضيلة في هذه السير بالزهد، ولذلك فإن أوائل السير التي كتبت تناولت أمثال شخصية عمر بن عبد العزيز ومالك بن دينار؛ تأمل سيرة عمر بن عبد العزيز مثلاً، وهو رمز كبير للتقوى والزهد في العالم الإسلامي، تجد أن كثيرين قد توفروا على كتابتها في العصور المختلفة فأفردها بالتأليف بقي بن مخلد، والآجري وابن عبد الحكم وعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، وابن الجوزي والذهبي. وقد أصبح هذا النوع من السير مجموعة من " المناقب " [1] والأقوال، يتأدب بها المتأدبون، ويستغلها الواعظون في استمالة القلوب إلى الخير.
وكثير من هذه السير، حين فقد العنصر التاريخي بانتزاع الفرد من مجتمعه، وتصوير حياته " الجسيمة والروحية " من مولده إلى وفاته، لم يتشح بالعنصر الأدبي إلا قليلاً، وظل [1] الجواهر والدرر للسخاوي ص 511 Mus. Historiography.
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 18