responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 19
أخباراً فردية محدودة أقرب إلى طبيعة الأخبار الخاصة التي يراد منها الفائدة العامة. وبين يدينا من أمثلة هذه السير، " سيرة الحسن البصري " لابن الجوزي، فهو كتاب خلاصته ما قاله الحسن من مواعظ ابتداء، وما أجاب به على ما وجه إليه من أقوال أو ملاحظ أو أسئلة. ولو نزعت اسم الحسن ووضعت في مكان اسمه ابن سبرين أو مالك بن دينار، أو أبا حازم الأعرج لصح ذلك لأن المقصود هو التأثير في الناس بهذه الأقوال دون نظر إلى شخصية الحسن، أو إلى مكانه من عصره. ولم تفقد هذه السيرة كل ميزة بفقدانها للوشيجة التاريخية والأدبية، فإن كثيراً منها ظل يحقق الغاية الأدبية عن طريق التأثير الإيحائي، فكأنه كان بذلك أكثر تشبثاً بالقيمة الأدبية من سائر أدب الوعظ كالخطبة والقصيدة الحكمية، لأن مثل هذه الأنواع ظل جافياً في شكله الأدبي المصطنع، تنقصه القدرة على الإيحاء.
وليس معنى هذا أن اللون التاريخي من السيرة قد انقطع، بل الفضل في بقائه للإحساس القوي بالتاريخ، ولتلك النزعة الدنيوية التي حالت بين المؤرخ وبين أن يصبح واعظاً. وظلت السيرة التاريخية تمثل أقوى نوع من السير عند المسلمين، أما السيرة ذات الطابع الأدبي، فقد بقيت مهملة لم تعالجها الأقلام، وإن المرء ليؤسفه أن يمضي عن كتاب كبار من ذوي الإحساس الدقيق بالشخصيات والأحداث والتجارب، فلا يجد لهم أثراً واضحاً متميزاً في هذه الناحية. فقد مر الجاحظ عن هذا اللون

اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست