اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 17
السهيلي " الروض الأنف " شرحاً للسيرة، وكتاب " السيرة الحلبية " مجالاً للأساطير التي نشأت في الأيام المتأخرة، وكتاب سيرة ابن سيد الناس تركيزاً للمعلومات الهامة، وضبطاً للأعلام وأسماء الأماكن، وإمتاع الأسماع للمقريزي تلخيصاً لجميع " أحوال الرسول "، ولكنه تلخيص رجل عارف بحدود موضوعه وإن لم يسلم فيه من المآخذ. وقد أضفت الكتب المتأخرة نوعاً من التقديس على شخصية الرسول لا يلمح في المصادر الأولى، ويظهر الرسول في أكثر الروايات المبكرة كما صوره القرآن " قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً "، ثم انصرف الكاتبون في السيرة إلى تدوين دلائل النبوة وشمائل النبي، وبذلك أخذت العناصر التاريخية تتضاءل أمام الغايات الخلقية في كتابة السيرة، واتجه كتاب " الدلائل " من أمثال أبي نعيم والبيهقي، ومؤلفو أعلام النبوة كالسجستاني والماوردي إلى إثبات ما يمكن من المعجزات ونسبتها للنبي.
وتستطيع أن تقول إن هذا الاتجاه حدث تحت ضغط اتجاهات جديدة في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها تلك النزعة الزهدية التي أدت إلى التصوف، فقد أصبح الرسول هو الزاهد الأعظم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح عند المتطرفين من الصوفية هو " الكلمة "؟ خلق أول كل شيء ومن أجله خلق كل شيء؟ وتمثل كل فريق شخصيته من خلال المعتقدات التي يدن بها، ولم تبق شخصية الرسول على وجه قريب مما
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 17