responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 240
إعجابهم بها أو الضيق منها، وبخاصة أحوال الجو وبرده، الذي عانَى منه المسلمون في حصارهم بعض المناطق في مكران وما ماثلها، كما يبدو في قول الحكم التغلبي الذي افتتحها؛ إذ يقول:
لقد شبع الأرامل غير فخر ... بفيء جاءهم من مكران
أتاهم بعد مسغبة وجهد ... وقد صفر الشتاء من الدخان1
وهذا أحد الفاتحين يضيق ببرودة الجو في مرو، ويعجب لتنكر الأرض التي تتابع ثلجها، ويشفق على أهلها الذين يقضون الشتاء مقرورين، دائمًا محتمين بأثواب يدسون أيديهم فيها لشدة البرد كأنهم أسرى فيقول:
وأرى بمرو الشاهجان تنكرت ... أرض تتابع ثلجها المذرور
إذ لا ترى ذا برة مشهورة ... إلا تخال كأنه مقرور
كلتا يديه لا تزايل ثوبه ... كل الشتاء كأنه مأسور2
وفي نفس الوقت عبر بعض الفاتحين عن إعجابهم بطبيعة البلدان التي افتتحوها، وتغنوا بجمالها إلى أهليهم في شبه الجزيرة، كما يبدو في شعر أبي بجيد الأسود بن قطبة التي يتغنى فيها بريف الري، فيقول:
رضينا بريف الري والري بلدة ... لها زينة في عيشها المتواتر
لها نشز في كل آخر ليلة ... تذكر أعراس الملوك الأكابر3
وهذا سواد بن قحطبة يتغنى بجمال الطبيعة في جرجان، فيقول:
ألا أبلغ أسيدًا إن عرضت بأننا ... بجرجان في خضر الرياض النواضر4
ولعل أشد هذه المشاهد لفتًا للعرب في أول نزولهم بلاد الفرس الفيلة، التي لاقوا منها شدة في بعض معاركهم مع الديلم، وبخاصة يوم بابل، ويوم الجسر، وفي

1 ياقوت ج4، ص612.
2 ياقوت ج4، ص510.
3 ياقوت ج4، ص895.
4 ياقوت ج4، ص815.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست