responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 225
وللمثنى بالعال معركة ... شاهدها من قبيلة بشر
كتيبة أفزعت بوقعتها ... كسرى وكاد الإيوان ينفطر
وشجع المسلمين إذ حذروا ... وفي ضروب التجارب العبر
سهل نهج السبيل فافتقروا ... آثاره والأمور تقتفر1
وقد يعمد الشاعر إلى تصوير قوة الأعداء وثباتهم؛ ليتخذ ذلك سبيلًا إلى الفخر بنفسه وبكتيبته، مثل قول عاصم بن عمرو يوم المقر:
ألم ترنا غداة المقر فينا ... بأنهار وساكنها جهارا
لقينا من بني الأحرار فيها ... فوارس ما يريدون الفرارا
قتلناهم بها ثم انكفأنا ... إلى فم الفرات بما استجارا2
هذه نماذج لشعر الجهاد، وهي في مجموعها لا تخرج عن فني الفخر والمدح الجاهليين. فالشاعر إذا أشاد بنفسه أو بقبيلته أو بكتيبته فإنما يفخر بها، شأنه في ذلك شأن أي شاعر جاهلي. وإذا أشاد بقائده أو زميله فإنما هو يمدحه، كأي شاعر جاهلي، ولكن -برغم هذا- هناك فرق كبير.
فشعر الجهاد برغم كونه فخرًا إلا أنه يكتسي هذا الصبغ الإسلامي، الذي يتجلى في بروز فكرة الجهاد، التي وهبها الشاعر بلاءه وكفاحه. وهو حينما يعلن أنه قد أصبح همه في الجهاد يفترق عن الشاعر الجاهلي، الذي كان يفخر بالثأر والانتقام للقبيلة.
وشاعر الجهاد وإن ظل شعره يتسم بسمات الفخر فهو فخر يختلف عن الفخر الجاهلي؛ إذ يصور فيه الشاعر إيمانه بقضية الجهاد ذاتها، كما رأينا لدى عروة بن زيد الخيل الذي يفخر بتفريج كرب المسلمين وكشف الأهوال عنهم، ويعلن في نفس اللحظة أنه ارتضى الجهاد سبيلًا، دون أن يكون له رغبة في زينة الدنيا وزخرفها، فقد باع كل شيء فيها بثواب الله، برغم ما تدفعه الدنيا إليه وإلى غيره من المجاهدين من

1 البلاذري 250، ياقوت ج3، ص593.
2 ياقوت ج4/ 605.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست