responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 226
كنوزها، فلا يغريهم كل هذا؛ لأنهم في سبيل الله وحده. وما قيمة الدنيا والمنايا فاغرة أفواهها محدقة بهم من كل جانب.
وشيء آخر يختلف فيه شعر الجهاد عن الفخر الجاهلي، الذي أساسه القبلية والعصبية، فإن شعر الجهاد يقوم أساسًا على الوجدان الجماعي لجماعة المسلمين، في حين يشحب الفخر القبلي في شعر الفتوح شحوبًا واضحًا.
وقد شغل الرجز بموضوع القديم؛ إذ كان له دور كبير في القيام مقام الموسيقى العسكرية في الجيوش الحديثة، من التحميس والتعبئة الروحية للجند. فهذا عمرو بن العاص في اليرموك يرى بعض المسلمين من لخم وجذام ينحرفون عندما ضغط جرجه في انضمامه إلى المسلمين مفاجأة فيدعوهم عمرو إلى مواصلة الجلاد، ويهددهم تهديدًا عاطفيًّا رائعًا في هذين البيتين؛ حيث يقول:
القوم لخم وجذام في الهرب ... ونحن والروم نموج ونضطرب
فإن تعودوا بعدها لا نصطحب ... بل نعصب الفرار بالضرب الكلب1
وقد عبر الرجز في هذا المقام عن الانفعالات السريعة المتدفقة في نفوس الأبطال، وكان حافزًا لهم على الإقدام والاستمرار في النضال والفداء.
فهذا أحد عشرة إخوة من بني كاهل من أسد يشيد بضرابه وطعانه يوم القادسية، وقد سبقه إلى الشهادة إخوته فيقول:
أنا ابن حرب ومعي مخراقي ... أضربهم بصارم رقراق
أذكره الموت "أبو إسحاق" ... وجاشت النفس على التراقي2
وهذا أحد جند المسلمين، يرى القائد الفارسي خرزاد يفر أمام المسلمين فيقول مفتخرًا بهم:

1 ابن عساكر ج1، ص174.
2 الطبري ج5/ 2328.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست