اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي الجزء : 1 صفحة : 212
غداة هووا في واي خرد فأصبحوا ... تعودهم شهب النسور القشاعم
قتلناهم حتى ملأنا شعابهم ... وقد أنعم اللهب الذي بالصرائم1
ويصف أسلحة المسلمين في هذه الواقعة التي أثار المسلمون فيها الفرس بالرمي، ثم لجئوا إلى السيوف عندما خرجوا إليهم، فيقول مشيدًا بالمسلمين:
هم هدموا الماهات بعد اعتدالها ... بصحن نهاوند التي قد أمرت
بكل قناة لدنة برمية ... إذا كرهت لم تنتنى واستمرت
وأبيض من ماء الحديد مهند ... وصفراء من تبع إذا هي رنت2
وفي ليلة الهرير: رأى القعقاع صديقه العزيز خالد بن يعمر التميمي يدافع الفرس ويبلي بلاء الأبطال، فأشاد بصنيعه، وقال في ذلك:
حضض قومي مضر حي بن يعمر ... فلله قومي حين هزوا العواليا
وما خام عنها يوم سارت جموعنا ... لأهل قديس يمنعون المواليا3
ولكن صديقه لا يلبث أن يسقط مجندلًا، فينطلق القعقاع وكأنه "آشيل" يرى صديقه "باتروكلوس" صريعًا، فيحس الفرس بسيفه مزاحفًا، دون أن يأذن له سعد، ويقول معبرًا عن أحاسيسه في هذه اللحظة، وما انطوى عليه صدره من غيظ ورغبة في الثأر:
سقى الله يا خوصاء قبر ابن يعمر ... إذا ارتحل الغار لم يترحل
سقى الله أرضًا حلها قبر خالد ... ذهاب غواد مدجنات تجلجل
فأقسمت لا ينفك سيفي يحسهم ... فإن زحل الأقوام لم أتزحل4
1 ياقوت ج4، ص827، 896.
2 ياقوت ج4، ص405.
3 ياقوت ج5، ص2326.
4 الطبري ج5، ص2230.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي الجزء : 1 صفحة : 212