[3]- أقوال القدماء في فنه:
ومما يستجاد له قوله5:
فاقطع لبانة من تعرَّض وصله ... ولخير واصل خُلَّة صَرَّامُهَا6
ويستجاد له قوله أيضًا7:
واكذب النفس إذا حدثتها ... إنَّ صدق النفس يُزري بالأمل
5 المصدر نفسه، ص 286.
6 اللبانة: الحاجة من غير فاقة، الخلة: الصداقة. يقول: اقطع لبانتك ممن لم يستقم لك وصله، فإن أحسن الناس وصلًا أحسنهم وضعًا للقطيعة في موضعها.
7 المصدر نفسه.
فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة وجعلها في عطاء لبيد، فكان عطاؤه ألفين فجعله ألفين وخمسائة، فكتب الأغلب إلى أمير المؤمنين: أتنقص عطائي أن أطعتك؟ فرد عليه خمسمائة وأقر عطاء لبيد على ألفين وخمسمائة. فلمّا كان في زمن معاوية، قال له معاوية: هذا الفودان[1] يعني الألفين، فما بال العلاوة؟ يعني الخمسمائة فقال له لبيد: إنما أنا هامة اليوم أو غد، فأعرني اسمها فلعلي لا أقبضها أبدًا، فتبقى لك العلاوة والفودان. فرقّ له وترك عطاءه على حاله فمات لم يقبضه[2].
وأربد بن قبس الذي أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- غادرًا هو أخو لبيد لأُمِّه، وكان قدم عليه مع عامر بن الطفيل، فدعا الله عليه، فأصابته بعد منصرفه صاعقة فأحرقته، قال لبيد:
أخشى على أربد الحتوف[3] ولا ... أرهب نوء السّماك والأسد
فَجَّعني الرعد والصواعق بالـ ... ـفارس يوم الكريهة النَّجُد4 [1] الفودان: العدلان، كل منهما فود، وكلّ منهما نصف حمل يكون على أحد جنبي البعير. "ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص 340 مادة فود". [2] أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج15، ص 297، 298. وابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج1، ص281، 282. [3] الحتوف: الآجال. يقول: كنت أخشى عليه كل سبب من أسباب الموت، ولم أكن أخاف عليه الصاعقة.
4 ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج1، ص 283، 284.