لئن رحلت جمالي لا إلى سعة ... ما مثلها سعة عرضًا ولا طولا
بحيث لو وردت لَخْمٌ بأجمعها ... لم يعدلوا ريشة من ريش سمويلا1
ترعى الروائم أحرار البقول بها ... لا مثل رعيكم ملحًا وغسويلا2
فاثبت بأرضك بعدي واخل متكئًا ... مع النطاسي طورًا وابن توفيلا
فأجابه النعمان بقوله:
شَرِّد برحلك عنِّي حيث شئت ولا ... تكثر عليّ ودع عنك الأباطيلا
فقد ذكرت بشيء لست ناسيه ... ما جاورت مصر أهل الشام والنيلا
فما اتقاؤك منه بعدما جزعت[3] ... هوج المطي به نحو ابن سمويلا
قد قيل ذلك إنْ حقًّا وإن كذبًا ... فما اعتذَاركَ من قول إذا قيلا
فالحق بحيث رأيت الأرض واسعة ... فانشر بها الطرف إنْ عرضًا وإنْ طولا
قال: وقال لبيد يهجو الربيع بن زياد، ويزعمون أنها مصنوعة:
ربيع لا يسقك نحوي سائق[4] ... فتطلب الأذحال[5] والحنائق6
ويعلم الْمُعْيَا به[7] والسابق ... ما أنت إن ضمَّ عليك المازِقُ
إلا كشيء عاقَه العوائق ... إنك حاسٍ[8] حسوة فذائق
لابد أن يغمز منك الفائق[9] ... غمزًا ترى أنك منه نازق
1 سمويل: طائر، وقيل: بلد كثير الطير.
2 الغسويل: نبت ينبت في السباخ. [3] جزعت: من جزع الوادي قطعه عرضًا. [4] يسقك: يدفعك إلَيَّ دفعًا، وإنما عليك أن تحذرني. [5] الأذحال: الثارات.
6 ويروى: "الحقائق"، والحقائق: ما يحرص الجاهلي على حمايته. [7] الْمُعْيَا به: المقصر، والمبطئ. [8] حاس: شارب: وهو على المثل أي ستذوق وبال أمرك. [9] الفائق: موصل العنق بالرأس.