البرك: الإبل الكثيرة الباركة. الهجود: جمع هاجد وهو النائم، وقد هجد يهجد هجودًا. مخافتي مصدر مضاف إلى المفعول، بواديها: أوائلها وسوابقها.
يقول: ورُبّ إبل كثيرة باركة قد أثارتها عن مباركها مخافتها إياي في حال مشيي مع سيف قاطع مسلول من غمده، يريد أنه أراد أن ينحر بعيرًا منها فنفرت منه لتعوّدها ذلك منه.
88-
فَمَرّت كَهاةٌ ذاتُ حَيْف جُلالَةٌ ... عَقيلَةُ شَيخٍ كالوَبيلِ يلَنْدَدِ
الكهاة والجلالة: الناقة الضخمة السمينة: الْخَيف: جلد الضرغ، وجمعه أخياف. العقيلة: كريمة المال والنساء والجمع العقائل. الوبيل: العصا الضخمة. اليلندد والألندد والألدّ: الشديد الخصومة، وقد لَدَّ الرجل يَلَدُّ لددًا صار شديد الخصومة وقد لدته ألده لدًا غلبته بالخصومة.
يقول: فمرت بي في حال إثارة مخافتي إياها ناقة ضخمة لها جلد الضرع وهي كريمة مال شيخ قد يبس جلده ونحل جسمه من الكبر حتى صار كالعصا الضخمة يبسًا ونحولًا، وهو شديد الخصومة؛ قيل: أراد به أباه، يريد أنه نحر كرائم مال أبيه لندمائه، وقيل: بل أراد غيره ممن يغير هو على ماله، والقول الأول أحراهما بالصواب.
89-
يَقولُ وَقَدْ تَرّ الوَظيفُ وسَاقُها ... أَلَستَ تَرى أن قد أَتَيتَ بِمُؤيِدِ
تَرَّ: أي سقط. المؤيد: الداهية العظيمة الشديدة.
يقول: قال هذا الشيخ في حال عقري هذه الناقة الكريمة وسقوط وظيفها[1] وساقها عند ضربي إياها بالسيف: ألم تر أنك أتيت بداهية شديدة بعقرك مثل هذه الناقة الكريمة النجيبة؟
90-
وَقَالَ: أَلَا مَاذَا تَرَوْنَ بِشَارِبٍ ... شَديدٍ علينا بغْيُهُ مُتَعَمِّدِ
يقول: قال هذا الشيخ للحاضرين: أي شيء ترون أن يفعل بشارب خمر اشتد بغيه علينا عن تعمد وقصد؟ يريد أنه استشار أصحابه في شأني وقال: ماذا نحتال في [1] الوظيف: مستدق الذراع والساق من الخيل والإبل.