اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 273
إلا لاستفتاح الكلام وقوله أنعم صباحا دعا له بالنعم في الصباح ثم رجع منكراً على نفسه فقال كيف ينعم من مرت عليه السنون وليس له عهد بالخفض مذ ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال والأحوال جمع حول وهو السنة ويقال أن في هنا بمعنى مع أي كيف ينعم من كان هكذا والعصر والعصر واحد. قال أبو محمد يقال فلان عاقل في حلم أي مع حلم وأنشد للنابغة الجعدي يصف فرسا.
ولوح ذراعين في بركة ... إلى جؤجؤ رهل المنكب
كا عظم عريض فهو لوح لت برك ففتحت الباء والجؤجؤ الزور ورهل المنكب أي مسترخي جلد المنكب فهو يموج لسعته.
وأنشد أبو محمد بيتا قبله:
كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت ... من مستكن نماه النحل في نيق
أو طعم غادية في جوف ذي حدب ... من ساكن المزن يجري في الغرانيق
الكرى النوم والغبوقشرب العشي ونماه رفعه والنيق أرفع موضع في الجبل وأراد بالمستكن عسلا في كن شبه حلاوة ريقة هذه المرأة بعد النوم وهو الوقت الذي تتغير فيه الأفواه في طيبه وعذوبته بحلاوة عسل هذه صفته ثم قال أو طعم غادية يريد أنه في عذوبته كطعم ماء سحابة وهي التي تمطر غدوة ومطر أول النهار عندهم أحمد من مطر آخره والحدب الموضع المرتفع نحو الأكمة وقوله يجري في الغرانيق أي تجري الغرانيق فيه وهذا من المقلوب ويمكن أن يكون يجري مع الغرانيق، والغرانيق ضرب من طير الماء الواحد غرنوق وقالوا غرنيق والمزن جمع مزنه وهي السحابة البيضاء.
قال أبو محمد اللام بمعنى مع وأنشد لمتمم بن نويرة بيتا قبله:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 273