اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 271
الربابة خرقة أو جلدة تجمع فيها القداح أراد كأنهن قداح ربابة كأنهن يعني الأتن شبه اجتماعهن باجتماع القداح في الربابة واشتقاق الربابة من قولهم رب الشيء أي جمعه وأصلحه وكأنه يعني الحمار قال أبو عبيدة شبه الحمار باليسر وشبه أتنه بقداح يحليها ويعليها ويريد حسن طاعتها له وانقيادها لتدبيره ويفيض على القداح أي بالقداح يقال أفاض القوم في الحديث إذا اندفعوا فيه وأفاضوا من عرفة إذا دفعوا وقيل يفيض على القداح أي يعتمد عليها فيدفعها بالاحالة فلذلك عداه بعلى ومعنى يصدع يبين الحكم ويحكم بما يخرج وقيل معناه يقول بأعلى صوته هذا قدح فلان قد فار وقيل على القداح أي عندها كما يقال فلأن على النار أي عندها وقال الرماني جعل على القداح بدلا من على اليد.
وقال أبو محمد على بمعنى مع وأنشد للبيد:
أرقت له وأنجد بعد هدء ... وأضحى من على السعب الرحال
يضيء ربابه والمزن حبشا ... قياما بالحراب وبالالال
كأن مصفحات في داره ... وانواحا عليهن المآلي
قوله له أي للبرق وأنجد خرج إلى نجد والهدء بعد ساعة من الليل والرباب السحاب الذي دون السحاب الأعلى يكون أبيض ويكون أسود يتربع من تحت السحاب كأنه معلق به والحبش الحبشة فشبه ذلك الرباب في سواده من دون السماء برجال حبش بأيديهم حراب تلوح لبياض البرق في سواد الرباب والآلّة الحربة وإنما كرره لاختلاف اللفظين ويروى جيشا أي كأنه جيش قيام بالحراب والمصحفات السيوف يضرب بها صفحا وذراه أعاليه والمآلي واحدها ميلاه وهي خرقة تكون مع النائحة تشير بها إذا ناحت ويروى مصفحات بكسر الفاء وهن النساء يصفقن يقال صفحت إذا صفقت وقيل في المصفحات بفتح الفاء إنها الإبل التي قد صفحت عن أولادها أي ردت عنها فهي تحنّ إليها فشبه صوت الرعد بحنين الإبل ويقال صفحته عن حاجته إذا رددته عنها والأنواح جمع نوح وهي النساء المجتمعات والمآلي جمع مئلاه وهي خرقة سوداء تمسكها النائحة تشير بها شبه لمعان البرق بلمح النائحة
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 271