اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 163
كيون والضمير في كينها يعود إلى جعثن أخت الفرزدق وكانت امرأة صالحة وإنما قال ذلك جرير لأن الفرزدق نزل في بني سعد بن زيد مناة على بني حمان بن كعب فبات عندهم ليلة فلما أصبح وقد غدا القوم يقرون في حياضهم سمع امرأة تستغيث من دور بني سعد فاتبع الصوت فدخل فإذا امرأة قائمة وإذا ابنتها نائمة في ملحف وقد تطوي عليها أسود فقال الفرزدق لا بأس عليك أسكتي فسكتت وهي لا تعرفه فأخذ التراب فألقاه على الأسود فخلى عن الجارية وذهب والجارية نائمة على حالها فلما رأى الفرزدق ثاورها وصاحت الأم فخرج الفرزدق هارباً حتى أتى رب منزلة الحمانيّ وجاء الناس إلى المرأة فأخبرتهم خبر الأسود والفرزدق وبلغ الحمانيين ذلك فقالوا إن بني منقر سيطلبونك فاخرج فقد غررتنا وأبقيت فينا عاراً فخرج فجاء المنقريون فقالوا أين الفرزدق فقال الحمانيون قد أخرجناه فلا ينزل بنا أبدا فقالت بنو منقر من لنا برجل يصنع بأخت يصنع بأخت الفرزدق مثل ما صنع الفرزدق فقالوا ما لكم مثل عمران بن مرة المنقري فإنه لا تدرك شدة عدوه ولا يجارى فأتوه فقالوا قد علمت ما ألزمنا هذا الخبيث من العار فاصنع شيئاً اهتك به ستراً وخذ ثوباً فانطلق عمران بن مرة ليلاً فرصد جعثن ابنة غالب حتى إذا خرجت تريد بعض بيوتهم وثب عليها فنادت يال مجاشع أما ههنا أحدا يمنعني من ابن مرة وجرها وأستلب بعض ثيابها فغشيه القوم فولى هارباً فلم يدركوه فهو السبب الذي قرفت به جعثن والنغانغ لحمات حول اللهاة الواحد نغنغ والمعذور الذي أصابته العذرة.
قال أبو محمد " والشغاف داء يسيل إلى الصدر " قال النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما تصح والشيب وازع
وقد حال همّ دون ذلك والج ... ولوج الشغاف تبتغيه الأصابع
في هذا الوقت الذي أنا فيه قلت للشيب ما أقبح بك أن تصبو الما نفق من غيك وقد وزعك المشيب أي نهاك وكفك وحال منع وقوله دون ذلك أي دون ما شبّبت به وبكيت عليه والشغاف داء يأخذ تحت الشراسيف في البطن من الشق الأيمن والشراسيف جمع شرسوف وهي مقاط الأضلاع تبتغيه الأصابع أي أصابع الأطباء ينظرون أنزل من ذلك الموضع أم لا وإنما ينزل عند البرء فيقول دخل الهم ذلك المدخل.
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 163