اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 144
بنود مرفوعة بالنصر، وجنود كعدد القطر وأموال ككثبان الرمال، وذخائر أملاء الهمم والآمال.
ذكر الملك المعظم النصر السعيد الجد الميمون الطالع
لان أمره كل متصعر، ودان لحكمة كل متوغر، واستجاب لإرادته ما ارتاد، وانضاف إلى مملكته ما استضاف وازداد. سعادته تستخدم الأقضية، وتعيد الدروب أفضية. أفضى به فتح إلى فتح، وقضى الله بنجح إلى نجح، ووزع منابذيه بين أظفار الدهور، وقسم مخالفيه كأعشار الجزور. البلاد تتزاحم على قصده، والفتوح تتسابق إلى يده. صولته سيان عندها المفاتح والمغالق، والمندح والمضايق. سعادته تدع الدروب صحاصح، وتذر البحور ضحاضح. هو من يخدمه النصر والنصل، ويقدمه القضاء والفصل. لو رقى إلى الفلك حتى يتناول السعدين بيديه، ويطأ النحسين بنعليه، لكانت همته تعدو عدة بأزيد من ذلك وأكثر، وأعلى وأفخر. ما يهم بأمر إلا انفتح رتاجه، وهان علاجه ولان شديده، وقرب بعيده. لم ترد له قط راية، ولا فاتته من مطالبة غاية. مخاطب من تفضل الله بألسنة الظفر، موعود في مناوئيه بتصاريف الغير. ما يتعذر على أمره معتاص، ولا يكون عن رأيه مناص. العز شامل، والتمكين متكامل، والعدو مذال، والولي مدال. قد ساق الله إليه عظائم المناجح والمنائح، وكتب له في صحائف النصر بأقلام الصفائح. السعادات إلى حضرته تتوالى توالي القطار، وتعم كافة العراص والأقطار. الملائكة جنوده، والخادثات عبيدة. آراؤه مفاتح كل فتح، وراياته ضوامن كل نجج.
اصلاح المملكة وإحسان الآثار وتطبيب الأخبار فيها
أخمد جمر الفتنة، ومحا رسم الفرقة وجمع شمل الألفة أقام قناة الدين،
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 144