responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 187
ما زال منّا عثج يأتونكا والآخر من السريع وهو نوعان: أحدهما يلتقي فيه ساكنان كما يروون في تلبية همدان:
لبيك مع كل قبيلٍ لبوك ... همدان أبناء الملوك تدعوك
قد تركوا أصنامهم وأنتابوك، ... فاسمع دعاءً في جميع الأملوك
قوهم: لبَوك، أي لزموا أمرك، ومن روى: لبَّوك، فهو سناد مكروه.
والمشطور الذي لا يجتمع فيه ساكنان كقولهم:
لبيك عن سعدٍ وعن بنيها ... وعن نساءٍ خلفها تعنيها
سارت إلى الرّحمة تجتنيها والموزون من التلبية يجب أن يكون كلهّ من الرجز عند العرب، ولم تأت التلبية بالقصيد. ولعّلهم قد لبّوا به ولم تنقله الرّواة.
وكأني به لمّا اعتزم على استلام الرّكن، وقد ذكر البيتين اللذّين ذكرهما المفجع في حدَّ الإعراب:
لو كان حياّ قبلهن ظعائناً، ... حيَّا الحطيم وجوهنَّ وزمزم
لكنَّه عمّا يطيف بركنه ... منهنَّ صمّاء الصدى مستعجم
فيعجب من خروجه من المذكَّر إلى المؤنث. وإذا حمل هذا على إقامة الصفّة مقام الموصوف لم يبعد.
وكذلك يذكر قول الآخر:
ذكرتك والحجيج له عجيجٌ ... بمكثة والقلوب لها وجيب
فقلت ونحن في بلدٍ حرامٍ ... به لله أخلصت القلوب
أتوب إليك يا ربّاه ممّا ... جنيت فقد تظاهرت الذّنوب
فأمّا من هوى ليلى وحبِّي ... زيارتها، فإنِّي لا أتوب

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست