responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 188
فيقول: أليس قال البصريون إنَّ هاء النُّدبة لا تثبت في الوصل والهاء في قوله: يا ربَّاه، مثل تلك الهاء ليس بينهما فرقٌ؟ ولكن يجوز أن يكون مغزاهم في ذلك المنثور من الكلام، إذ كان المنظوم يحتمل أشياء لا يحتملها سواه.
ولعلّه قد ذكر هذه الأبيات في الطَّواف:
أطوِّف بالبيت فيمن يطوِّف، ... وأرفع من مئزري المسبل
وأسجد باللّيل حتى الصّباح، ... وأتلو من المحكم المنزل
عسى فارج الكرب عن يوسفٍ ... يسخِّر لي ربَّة المحمل
فقال: ما أيسر لفظ هذه الأبيات لولا أنّه حذف أن من خبر عسى! فسبحان الله، لا تعدم الحسناء ذاماً، وأيُّ الرّجال المهذَّب.
وذكر عند النَّفر وتفرُّق الناس هذين البيتين:
ودّعي القلب يا قريب وجودي ... لمحبٍّ فراقه قد أحمّا
ليس بين الحياة والموت إلاَّ ... أن يرّدوا جمالهم فتزمّا
وقول قيس بن الخطيم:
ديار التي كادت ونحن على منى ... تحلُّ بنا، لولا نجاء الرّكائب
ولم أرها إلاَّ ثلاثاً على منى ... وعهدي بها عذراء ذات ذوائب
تبدّت لنا كالشّمس تحت غمامةٍ ... بدا حاجب ٌ منها، وضنَّت بحاجب
وميّز بين هذين الوجهين في قوله: تحلُّ بنا، لأنََّه يحتمل أن يكون: تحلّ فينا، وقد يجوز أن يريد: تحلنا، كما يقال: انزل بنا هاهنا، أي أنزلنا، ومنه قوله:
كما زلَّت الصّفواء بالمتنزل
وإن كانت الحجج التي أتى بهامع مجاورةٍ، فقد أقام بمكّة حتى صار أعلم بها من

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست