responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 186
المحتوم، وآهٍ من عمرٍ بالتّلف مختوم:
وسورة علمٍ لن تسَّدد، فأصبحت ... وما يتمارى أنّها سورة الجهل
وأمّا حججه الخمس فهو، إن شاء الله، يستغني في المحشر بالأولى منهن، وينظر في المتأخرين من أهل العلم، فلا ريب أنّه يجد فيهم من لم يحجج، فيتصدّق عليهم بالأربع.
وكأنّي به وعماعم الحجيج، يرفعون التّلبية بالعجيج، وهو يفكر في تلبيات العرب وأنّها جاءت على ثلاثة أنواع: مسجوع لا وزن له، ومنهوك، ومشطورٍ.
فالمسجوع كقولهم:
ليبك ربنّا لَّبيك، ... والخير كله بيديك
والمنهوك على نوعين: أحدهما من الرَّجز، والأخر من المنسرح، فالذي من الرَّجز كقولهم:
لبيك إن الحمد لك، ... والملك لا شريك لك
إلا شريك هو لك ... تملكه وما ملك
أبو بناتٍ بفدك فهذه من تلبيات الجاهليّة، وفداك يومئذ فيها أصنام، وكقولهم.
لبيك يا معطي الأمر، ... لبيّك عن بني النّمر
جئناك في العام الزَّمر ... نأمل غيثاً ينهمر
يطرق بالسيّل الخمر.
والذي من المنسوج جنسان: أحدهما في آخره ساكنان، كقولهم:
لبيك ربَّ همدان، ... من شاحطٍ ومن دان
جئناك نبغي الإحسان ... بكلّ حرفٍ مذعان
نطوي إليك الغيطان: ... نأمل فضل الفغران
والآخر لا يجتمع فيه ساكنان كقولهم:
لبيك عن بجيلة ... الفخمة الرّجيلة
ونعمت القبيلة ... جاءتك بالوسيله
نؤّمل الفضيله وربّما جاؤوا به على قوافٍ مختلفة، كما رورا في تلبية بكر بن وائل:
لبيك حقاً حقاً ... تعبّداً ورقاً
جئناك النَّصاحه ... لم نأت للرَّقاحه
والمشطور جنسان: أحدهما عند الخليل من الرّجز، كما روي في تلبية تميم:
لبيك لولا أنّ بكراً دونكا ... يشكرك الناس ويكفرونكا

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست