اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 183
وأبلغ ما قيل في الهجاء باللؤم قول الفرزدق:
(ولو تُرمي بلؤم بني كليبٍ ... نجومُ الليل ما وضحتْ لسارِ)
(ولو لبسَ النهارُ بني كليبٍ ... لدنسَ لؤمهم وضحَ النهارِ)
(وما يغدو عَزيزُ بني كليبٍ ... ليطلبَ حاجةً إلا بجارِ)
وقد مر البيتان الأولان فيما تقدم. ومن الافراط في الهجاء قول الآخر:
(لو اطَلعَ الغرابُ على تميم ... وما فيها من السوآتِ شابا)
وقول الآخر:
(سَل اللهَ ذا المنَ من فضلهِ ... ولا تسألنَ أبا وائلهْ)
(فما سألَ الله عبدٌ لهُ ... فخابَ ولو كانَ من باهلْه)
وقال الآخر:
(ولو قيلَ للكلبِ يا باهلي ... لأعولَ من قبح هذا النسبْ)
وأنشدني أبو أحمد أنشدني أبو مسلم بن بحر لإبراهيم بن العباس وهي أبيات مشهورة أوردتها لأني لست أجد مثلها في معناها:
(ولما رأيتك لا فاسقاً ... تهابُ ولا أنتَ بالزاهدِ)
(وليسَ عَدُوك بالمتقي ... وليس صديقك بالحامدِ)
(أتيتُ بك السوقَ سوقَ الرقيقِِ ... فناديتُ هل فيك من زائد)
(على رجلٍ غادرٍ بالصديقِ ... كفورٍ لنعمائهِ جاحد)
(فما جاءني رجلٌ واحدٌ ... يزيدُ على درهم واحد)
(سوى رجلٍ حار منه الشقا ... وحلتْ به دعوةُ الوالد)
(فبعتك منهُ بلا شاهدٍ ... مخافةَ أدرك بالشاهدِ)
(وأبتُ إلى منزلي سالماً وحَلَ البلاءُ على الناقدِ)
وقد أحسن التصرف فيها فما قاربه في معانيها أحد. وأبلغ ما قيل في البخل قول ابن الرومي:
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 183