اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 182
وقال إبراهيم بن إسماعيل النسوي:
(لو أنَ موتى تميم كلهم نُشِروا ... وأثبتوك لقيل الأمرُ مصنوعُ)
(إنَّ الجديدَ إذا ما زيدَ في خَلقٍ ... تبينَ الناسُ أنَ الثوبَ مرقوعُ)
وقالوا أهجى بيت قاله محدث قول الآخر:
(قبحتْ مناظرُهمْ فحينَ خبرتهم ... حسنتْ مناظرهم لقبح المخبرِ)
ولست أعرف أبلغ في الهجاء من قول الأول:
(إن يفجروا أو يغدروا ... أو يبخلوا لم يحظلوا)
(وغدوا عليك مرجلينَ ... كأنهم لم يفعلوا)
هذا أبلغ من ذكر الفروج والقول الفاحش المقذع في الأمهات والأخوات. ومن البليغ قول حسان:
(أبناء طارف لنْ تلقي لهم شهباً ... إلا التيوس على أقفائها الشعرُ)
(إن نافروا نفروا أو كاثروا كثروا ... أو قامروا الزنجَ عن أحسابهم قمروا)
(كأنَ ريحهمُ في الناس إذ خرجوا ... ريحُ الكلابِ إذا ما مسها المطرُ)
قد استوفى المعنى عند قوله (ريح الكلاب) ثم قال (إذا ما مسها المطر) فجاء بتتميم حسن. وقالوا قول جرير
(نُتِفَتْ شواربُهُم على الأبوابِ)
وقالوا قول حسان:
(أبوك أبو سُوءٍ وخالك مثلهُ ... ولستَ بخيرٍ من أبيك وخالِكا)
(وإنَّ أحقَ الناسِ أنْ لا تلومهُ ... على اللؤمِ من ألفى أباهُ كذلِكا)
ومن الأفراط في صفة البخل قول ابن الرومي في سليمان بن عبد الله بن طاهر:
(تجنب سليمان قفل الندَى ... فقد يئسَ الناسُ من فتحهِ)
(فلو كانَ يملكُ أمرَ أستهِ ... لما طمعَ الحشُ في سلحهِ)
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 182