اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 175
(أنتم قرارةُ كل معدن سوءةٍ ... ولكلَ سائلةٍ تسيلُ قرار)
وأخذه أبو تمام فقال:
(وكانت زفرةٌ ثمّ أطمأنت ... كذاك لكلِّ سائلةٍ قرارُ)
وقالوا أهجى بيت قالته العرب قول الأخطل لجرير:
(ما زال فينا رباطُ الخيلِ معلمة ... وفي كليبٍ رباطُ اللؤمِ والعارِ)
(قومٌ إذا استنبحَ الأضيافَ كلبهم ... قالوا لأمهم بولي على النارِ)
قالت بنو تميم ما هجينا بشئ هو أشد علينا من هذا البيت. وهو يتضمن وجوها شتى جعلهم بخلاء بالقرى وجعل أمهم خادمتهم يأمرونها بكشف فرجها، وجعلهم يبخلون بالماء أن يطفئوا به النار فيأمرونها بأن تطفئها ببولها بينهم وبين المجوس لتعظيم المجوس النار، إلى غير ذلك وان نارهم من قلتها كانت تطفئها ببولها. وقالت بنو مشاجع ما هجينا بشعر أشد علينا من قول جرير:
(وبرحرحانَ غداةَ كبْلَ معبد ... نكحتْ نساؤهمُ بغيرِ مهورِ)
وقالت بنو كليب ما هجينا بشعر أشد علينا من قول الفرزدق:
(ألستَ كليبياً إذا سيمَ سوءةً ... أقرَ كإقرارِ الحليةِ للبعلِ)
قالوا بل أهجى بيت قالته العرب قول الطرماح:
(تميمٌ بطرقِ اللؤمِ أهدى من القطا ... ولو سلكت سبلَ المكارمِ ضلْتِ)
وقال بعض الشيوخ لو أن هذا البيت لجرير أو لمن في طبقته لحكم على جميع ما في معناه وبعده وهو أبلغ ما قيل في الاحتقار والتقليل والجبن:
(ولو أن حرقوصاً على ظهرِ نملةٍ ... تشدُ على صفي تميمٍ لولتِ)
(ولو جمعت يوماً تميمٌ جُموعَها ... على ذرةٍ معقولةٍ لاستقلتِ)
(ولو أنَّ أمَ العنكبوتِ بنتْ لها ... مظلتها يومَ الندى لا ستظلتِ)
(ولو أنَ برغوثاً يزقق مسكه ... إذا نهلت منه تميم وعلتِ)
وأبلغ ما قيل في الخمول قوله أيضاً:
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 175