responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 133
(قالوا صبرتَ وما صبرتُ جلادةً ... لكن لقلةِ حليتي أتصبرُ)
وليس في الحيوان شئ أصبر من الحمار والجمل وذلك أنهما يحملان الحمل الثقيل على الدبر ويبلغان به الغاية البعيدة على الحفا حتى قالت العرب (أصبر من ذي ضاغط) وهو أن يضغط موضع الأبط أصل الكركرة حتى يدميه ويقولون:
(أصبرُ من عودٍ بجنبيه جلبٍ ... قد أثّر البطانُ فيه والحقب)
قاله حلحلة بن قيس من أشيم فصار مثلاً، وقال سعيد بن أبان بن عينية بن حصن:
(أصبرُ من ذي ضاغِط مُعَرَّكِ ... ألقى بواني صدرهِ للمِبركِ)
ويقولون أصبر من ضب لما هو فيه من القشف واليبس. وقالوا ميله من لا ميله له الصبر. وسمعت والدي يقول لعن الله الصبر فإن مضرته عاجلة ومنفعته آجلة وذلك أنك معجل الصبر ألم القلب لتنال المنفعة في العاقبة ولعلها تفوتك لعارض يعرض وكنت قد تعجلت الضرر من غيره أن تصل إلى نفع. فنظمته بعد ذلك وقلت:
(الصبرُ عمن تحبه صبرُ ... ونفعُ من لامَ في الهوى ضررُ)
(من كان دون المرادِمصطبراً ... فلستُ دون المرادِ أصطبرُ)
(منفعةُ الصبرِ غيرُ عاجلةٍ ... وربما حالَ دُونها الغير)
(فقم بنا نلتمسْ مآربنا ... أقامَ أو لم يقم بنا القدر)
(ان لنا أنفساً تسودنا ... أعانهن الزمان أويذر)
(وابغ من العيشِ ما تسرُ به ... إنْ عذَل الناس فيه أو عذروا)
وقال أبو هلال أجمع كلمات سمعناها في الحلم ما سمعت عم أبي يقول الحليم ذليل عزيز وذلك أن صورة الحليم صورة الذليل الذي لا انتصار له واحتمال السفه والتغافل عنه في ظاهر الحال ذل وان لم يكن به. وقيل الحليم مطية الجهول لااحتمال جهله وتركه الانتصاف منه. وقال الأول:

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست