responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 132
(وليسَ كما ظنوهما بل كلاهما ... لكل لبيبٍ مُستطاعٌ مسببُ)
(يصرفه المختار منها فتارةً ... يرادُ فيأتي أو يزاد فيذهب)
(إذا احتجَّ محتجٌّ على النفس لم يكد ... على قدر ما يمنى له تتعتب)
(وساعدها الصبرُ الجميلُ فأقبلت ... إليها له طوعاً جنائب تجنب)
(وإن هو مناها الأباطيلَ لم تزل ... تقاتلُ بالغيب القضاء فتغلب)
(فتضحي جزوعاً إن أصابت مصيبة ... وتمسي هلوعاً إذ تعذر مطلب)
(فلا يعذرنَّ التارك الصبر نفسه ... بأن قيل إن الصبر لا يتكسب)
ومن أجود ما قيل في ذم الحقد قول ابن الرومي:
(الحقد داءٌ دفينٌ لا دواء له ... يبري الصدور إذا ما جمرهُ حرثا)
(فاستشفِ منه بصفحٍ أو معاتبةٍ ... فإنما يبرئ المصدورَ ما نفثا)
(واجعل طلابك بالأوتار ما عظمت ... ولا تكن لصغيرِ الأمر مكترثا)
ثم قال يمدحه:
(وخيرُ سجيّات الرجالِ سجيةُ ... توفيكَ ما تُسدي من القرض والقرض)
(وما الحقدُ إلا توأمُ الشكر في الفتى ... وبعضُ السجايا ينتسبنَ إلى بعضِ)
(فحيثُ ترى حقداً على ذي اساءةٍ ... فثمَّ ترى شكراً على حسنِ القرْضِ)
(ولولا الحقودُ المستكناتُ لم يكن ... لينقض وتراً آخرَ الدهرِ ذو نقضِ)
وأول من مدح الحقد عبد الملك بن صالح في قوله: إن كنت تريد الحقد بقاء الخير والشر عندي إنهما الباقيان. وأجمع كلمة قيلت في الصبر قول بعضهم الصبر مظنة النصر. وقال الآخر: الصبر مطية لاتكبو وإن عنف عليه الزمان. وسمعت عم أبي يقول: الصبر شرية تثمرارية وقال:
(نفرج أيام الكريهة بالصبر)
وقال آخر:
(وهل جزعٌ يُجدي عليَّ فأجزعُ)
فجعل الصابر الصبر ضرورة لعلمه أن الجزع غير مجد. وقلت:

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست