responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 134
(وليس يتمُ الحلمُ للمرء راضياً ... إذا كان عندَ السخطِ لا يتحلمُ)
(كما لا يتمُ الجودُ للمرء موسراً ... إذا كان عندَ العسرِ لا يتكرمُ)
ولهذا قال الشيخ من الأعراب وقد قيل له ما الحلم قال الذي تصبر عليه وقال الشاعر:
(لن يدرك المجدَ أقوامٌ وإن كرمَوا ... حتى يذِلوا وإن عزوا اأقوام)
(ويُشتَموا فترى الألوان مُسفرةً ... لا صفح ذلُ ولكن صفحَ أحلام)
وسمعته يقول الحلم عقال الشر وذلك أن من سمع مكروهة فسكت عنها انقطع عنه أسبابها وإن أجاب أتصلت بأمثالها. وأنشدوا في هذا المعنى:
(وتخرج نفسُ المرءِ عن وقع شتمةٍ ... ويشتمُ ألفاً بعدها ثم يَصبرُ)
ولا أعرف في الحلم معنى أحسن من معنى معاوية في قوله إني لأرفع نفسي أن يكون ذنبٌ أورثه من حلمي وما غضبي على من أملك أو ما غضبي على من لا أملك. يريد إني إذا كنت مالكا للمذنب فإني قادر على الانتقام منه فلم ألزم نفسي الغضب وإن لم أكن أملكه فليس يضره غضبي فلم أغضب عليه فأضر نفسي ولا أضره. وقال الشاعر في الحلم والاغضاء عن المكروه مع القدرة على التغيير:
(مغض على العوراء لو ... لا الحلمُ غيرهُ انتصارهُ)
وأسمع بعضهم الشعبي فقال له إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذباً فغفر الله لك. وهذا أعجب ما جاء في هذا الباب وأحسنه. وأجود شئ قيل في الحلم من الشعر
ما أخبرنا به أبو أحمد ابن دريد أخبرنا أبو عثمان عن الأخفش قال نال رجل من الخليل بن أحمد وأسمعه فقال الخليل:
(سألزم نفسي الصفحَ عن كلَ مذنبٍ ... و " ن كثرت منهُ عليَّ الجرائمُ)
(وما الناسُ ألا واحدٌ من ثلاثةً ... شريفٌ ومشروفٌ ومثلٌ مُقاوم)
(فأما الذي فوقي فأعرفُ فضلهُ ... وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازم)
(وأما الذي مثلي فأن زلَ أو هفا ... تفضلتُ إنَّ الفضلَ بالعزِّ حاكم)
(وأما الذي دوني فأن قالَ صُنتُ عن ... إجابتهِ عرضي وإن لامَ لائمُ)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست