اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 344
ولم يزل الجزار يتقطف ما تشتهيه النفس، من هذا النوع، إلى أن قال:
وهيفاء تحكي الظبي جيدًا ومقلة ... رنت وانثنت فارتعت بالبيض والسمر1
جسرت على لثم الشقيق بخدّها ... ورشف رضاب لم أزل منه في سكر2
ولست أخاف السحر من لحظاتها ... لأني بموسى قد أمنت من السحر
وما أحلى ما قال بعد تخلصه بموسى:
فتى إن سطا فرعون فقر وجدته ... يغرقه من جود كفيه في بحر
له باليد البيضاء أعظم آية ... إذا اسودت الأيام من نوب الدهر
ومن مخالص الشيخ جمال الدين بن نباتة، التي هي أوقع في القلوب من خالص الوداد، وتوريتها أنفس من خلاصة العقود في الأجياد، قوله من قصيدة يمدح بها قاضي القضاة تاج الدين السبكي، مطلعها:
وا حيرتي بظلام الطرة الداجي ... وشقوتي بنعيم الملمس العاجي
ولم يزل يكرر حلاوة هذا النبات إلى أن قال:
قد أسرج الحسن خديه فدونك ذا ... سراج خد على الأكباد وهاج3
وألجم الغزل فاركض في محبته ... طرف الهوى بعد إلجام وإسراج4
وقسم الشعر فاجعل في محاسنه ... شذر القلائد واهد الدر للتاج
ومثله قوله، من قصيدة يمدح بها القاضي جمال الدين بن الشهاب محمود، مطلعها:
بأبي نافر كثير الدلال ... إن هذا النفار شأن الغزال5
م قال بعده:
حبذا منه مقلة لست أدري ... أبهدب تصول أم بنبال6
صنفت شجونا بغزال جفن ... فقرأنا مصنف الغزالي
1 الهيفاء: الدقيقة الخصر، تحكي: تشبه، الظبي؛ الغزال، رنت: نظرت، البيض والسمر: الأصل: السيوف والرماح، وربما قصد الشاعر هنا: الأسنان والشفاه.
2 جَسَر: تجرّأ، الشقيق: زهر أحمر قان، يعرف بشقائق النعمان، رشف: شرب، الرضاب: الريق.
3 أسرج: أشعل السراج، وألبس السرج للدابة.
4 ألجم: وضع اللجام في فم الدابة ليمنعها من الأكل أو ليحسن السيطرة عليها.
5 النافر: المقاطع، الهارب من النفور.
6 الهدب: الرمش تجمع على أهداف: رموش. وهي الشعر الذي ينبت على الجفن.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 344