responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 345
وهوينا حلو القوام فنادت ... لا عجيب حلاوة العسال1
من معيني على هوى زاد حتى ... أهملته نصائح العذال
لو رأى عاذلي حقيقة أمري ... لرثاني ولا أقول رثى لي
في جمال الحبيب مت شجونًا ... وبروحي أفدي تراب الجمال
ومثله قول الشيخ برهان الدين القيراطي، من قصيدة يمدح بها الأمير سيف الدين الكريمي، مطلعها:
غرامي فيك يا قمري غريمي ... وذكرك في دجى ليلي نديمي2
وقال بعده:
وملّني الحميم وصد عني ... ومالي غير دمعي من حميم3
وكم سأل العواذل عن حديثي ... فقلت لهم على العهد القديم
وعم تسألون ولي دموع ... تخبرهم عن النبأ العظيم4
ولم يزل القيراطي يحرّر إبريز[5] هذه المعاني إلى أن قال:
فمعوده وناظره وجسمي ... سقيم من سقيم في سقيم
كريمٌ مال بخلًا عن ودادي ... فلمتُ لنحو مخدوم كريم
المخالص بالتورية، على هذا النمط، طريقها مخوف وباب مسلكها مقفل، لا سيما على من كفه من هذا الفن صفر ورجله حافية وليس له محمل.
ومن مخالصي التي ما برحت التورية في أبواب بيوتها خادمه، وكم سلكت هذا الطريق المخوف وعادت إلى بيوتها سالمه، قولي من قصيدة أمتدح بها شرف الدين صدقة ابن الشماع الشهير في دمشق بابن مسعود، وكان من أعز الأصحاب، وممن رشف معنا في ذلك العصر سلافة الآداب، مطلعها:
سهام جفنيك في الحشا رشقة ... رفقًا لما مهجة الشيحي درقه6

1 العسال: الذي يستخرج العسل.
2 الغريم: العدو اللدود.
3 حميم: صديق.
4 هذا البيت هو عبارة عن آية قرآنية غير فيها الشاعر حتى تتناسب والشعر: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} النبأ: 78/ 1 و2
[5] الإبريز: الذهب والفضة.
6 الدرقة: الترس من جلد خالص.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست