اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 353
وإنما كان الالتفات من علم المعاني لأن ما يترتب[1] عليه من الفوائد من جملة خواصّ التراكيب التي يبحث عنها في العلم المذكور.
وأمّا ما قيل: "يُبحث عنه في علمي[2] البلاغة والبديع، أمّا في المعاني فباعتبار كونه على خلاف مقتضى الظاهر، وأمّا في البيان فباعتبار أنَّه إيراد لمعنى واحد في طرق مختلفة في الدلالة عليه جلاء، [وخفاء] [3] وبهذين الاعتبارين يفيد الكلام حسناً ذاتياً للبلاغة، وأمّا في البديع فمن حيث إنّ فيه جمعاً بين صورٍ متقابلة في معنى واحد فكان من محسّناته المعنوية4" - ففيه نظر؛ أمّا أوّلاً: فلأن مجرد كونه على خلاف مقتضى الظاهر لا يكفي في دخوله في علم المعاني، وهذا ظاهر[5] عند من له أدنى تأمل في حدّ العلم المذكور.
وأمّا ثانياً: فلأن اعتبار أنّه إيراد لمعنى واحد في طرق مختلفة في الدلالة عليه جلاء [وخفاء] ، غير كافٍ في دخوله في علم البيان؛ بل لابدّ معه أن يكون ذلك الاختلاف بحسب الدلالة العقلية، وهو مفقود[6] في الالتفات، ولذلك لم يورده صاحب المفتاح في البيان واقتصر على إيراده في[7] المعاني والبديع [8]. [1] في (د) : ما يترب. [2] في (د) : علم. [3] هذه الزيادة من حاشية السيد الشريف على الكشاف.
4 هذا الكلام موجود بنصه في حاشية السيد الشريف على الكشاف 1/63 وقد نقله هو أيضاً حيث قال: "قال بعض الأفاضل....". [5] ساقط من (م) . [6] في (م) وهو مفقود في الدلالة العقلية الالتفات. [7] في (م) في علم المعاني والبيان. [8] انظر المفتاح بشرح نعيم زرزور: 199 وما بعدها (في علم المعاني) وأورده في البديع
المعنوي: أيضاً ص: 429.
اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 353