اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 348
تَجْهَلُونَ} [1] أما وجه الظنّ فهو أن الاسم الظاهر غائب فلما عدل عنه إلى الخطاب في تجهلون تحقق الالتفات، وأمّا أنه ليس منه فلأنّ في عبارة القوم [جهتا غيبة] [2] وخطاب؛ وذلك لأنّها اسم ظاهر غائب وقد حمل على {أَنْتُمْ} فصار عبارة عن المخاطب، ثم إنّه[3] وصف {تَجْهَلُوْنَ} اعتباراً لجانب خطابه المستفاد من حمله على {أَنْتُمْ} [4] وترجيحاً له على جانب غيبته الثابت في نفسه؛ لأن الخطاب أشرف وأدل وجانب المعنى أقوى وأكمل[5]، فهو بالحقيقة اعتبار لجانب المعنى، وتغليب له على جهة اللفظ، فإنّ الغيبة في لفظ (القوم) ومعناه الخطاب[6]، وبهذا القدر من الاعتبار لا يتغير[7] الأسلوب، ولا يتحقق النقل من طريق إلى آخر، وعلى هذا القياس قول علي رضي الله عنه: "أنا الَّذي سمّتْنِي أمِّي حَيْدَرَة"[8]. [1] آية: 55 من سورة النمل. وورد في النسختين (وأنتم) وهو خطأ. [2] في (د) جها عينة وخطاب. وفي (م) جهتا فيه غيبة وخطاب. وما أثبتّه يقتضيه السياق. [3] في (م) : إنّ. [4] ساقط من (د) . [5] في (د) وكمل. [6] في (د) المخاطب. [7] في (م) لا يتغير به.
في (م) خلط واضح وسقط فقد ورد: "لا يتغير به الأسلوب وإن تغيّر التعبير حتى احتيج إلى اعتبار قيد زائد للاحتراز عن مثله وبما قررناه تبين. وعلى هذا القياس قول علي رضي الله عنه. [8] هذا الرجز لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في اللسان مادة (حدر) 4/174 وفيه:
أنا الّذي سمّتني أمِّي الحيدره
كليث غاباتٍ غليظِ القَصَره
أكليلكم بالسيف كيل السَّندره
والحيدرة: الأسد. وورد في شرح الحماسة للمرزوقي (1/115) ولكن دون نسبة.
وفي ص (407) أشار إلى أنه منسوب إلى علي رضي الله عنه ولم يجزم بذلك. اللسان:
اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 348