اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 161
أثار فيها مشهد هذا العقاب من أحاسيس، وهو بهذا الرسم الملون بلون نفس الشاعر، أو النابع من داخله ينقل القارئ من الصور الجزئية العابرة للعقاب الهرم، إلى الصورة الكلية الخالدة، لكل مجلد تليد تمسه عوادي الأيام، فتصيب منه الجانب المادي، أما الجانب المعنوي فيه، فيبقى برغم العوادي وبرغم الأيام، حاملًا على الإجلال باعثًا للمهابة[1].
حـ- أسلوب هذا الاتجاه:
وفي مجال الأسلوب نجد هؤلاء الشعراء التجديديين يبتعدون غالبًا عن اتخاذ النماذج القديمة مثلًا أعلى؛ فلا يتمثلون معانيها، ولا يترسمون صورها، ولا يحاكون بناءها، وإنما يرتبطون بها فقط في حدود استخدام اللغة العربية في تراكيب قويمة، ولكن للتعبير عن معانيهم هم، ولتصوير صور من تأليفهم هم، ثم لتأليف بناء شعري من تصميمهم هم. يفعلون ذلك وإن سبب شيئًا من عدم رونق الصياغة، أو جر إلى البعد -بعض الشيء- عن إشراق البيان.
كما نجد هؤلاء التجديديين أيضًا يحاولون جاهدين أن يستنبطوا الحقائق، وينفذوا من الأمور إلى الجوهر، غير مكتفين بالظواهر، ولا واقفين عند المحسوسات، يفعلون ذلك وإن أدى في بعض الأحيان إلى شيء من البرود في الشعر، أو أفضى إلى شيء من الجفاف في القصيد.
وأخيرًا نجدهم يحاولون تحقيق الوحدة في القصيدة، وجعلها بناء حيًّا بحيث لا تتعدد أغراضها، ولا تتنافر أجزاؤها، وإنما تتناول تجربة واضحة، وتصلح لأن يوضع لها عنوان يشير إلى مضمونها، على أن تتآزر أجزاؤها، ويؤدي كل منها وظيفة حية في مكانه. [1] العقاد -دراسة وتحية ص37 وما بعدها.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 161