اسم الکتاب : أمثال العرب - ط الهلال المؤلف : المفضل الضبي الجزء : 1 صفحة : 101
سأحتال لها فأعنيّ وخلاك ذمّ «1» فأرسلها مثلا، فعمد قصير إلى أنفه فجدعه، ثم خرج حتى أتى بنت الزبا فقيل: لأمر ما جدع قصير أنفه «2» صارت مثلا. فقيل للزبا هذا قصير خازن جذيمة قد أتاك، قال:
فأذنت له وقالت: ما جاء بك؟ قال:
اتهمني عمرو في مشورتي على خاله باتيانك فجدعني، فلا تقرّني نفسي مع من جدعني، فأردت أن آتيك فأكون عندك، قالت: فافعل، قال: فإن لي بالعراق مالا كثيرا، وإن بها طرائف مما تحبين أن يكون عندك، فأرسليني وأعطيني شيئا بعلّة التجارة حتى آتيك بما قدرت عليه وأطرفك من طرائف العراق، ففعلت وأعطته مالا، فقدم العراق فأطرفها من طرائفها، وزادها مالا كثيرا إلى مالها، فقال لها: هذا ربح، فأعجبها ذلك وسرّت به، فزادته أموالا كثيرة وردّته الثانية، فأطرفها أكثر مما كان أتاها به قبل ذلك، ففرحت وأعجبها، ونزل منها بكلّ منزلة؛ ولم يزل يتلطف حتى علم مواضع الأنفاق التي بين المدينتين، ثم ردته الثالثة وزادته أموالا كثيرة عظيمة فأتى عمرا فقال: احمل الرجال في التوابيت والمسوح عليهم الحديد حتى يدخلوا المدينة ثم أبادرها أنا وأنت إلى موضع النفق فنقتلها، فعمد عمرو إلى ألفي رجل من أشجع من يعلم، ثم كان هو فيهم، فلما دنوا أتاها قصيرا فقال: لو صعدت المدينة فنظرت إلى ما جئت به فإني قد جئت بما صأى وصمت «3» ، فأرسلها مثلا- صأى من الإبل والخيل، وصمت من الذهب وغيره- وكانت لا تخاف قصيرا، قد أمنته، فصعدت المدينة، ورجع قصير إلى العير يحمل كلّ بعير رجلين دارعين عليهم السلاح كله، فلمّا رأت ثقل الأحمال على الإبل قالت:
أرى الجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا
أم صرفانا باردا شديدا ... أم الرجال في المسوح سودا «4»
الصرفان: ضرب من التمر، ويقال إنه الرصاص.
ودخلت الإبل كلها فلم يبق منها شيء وتوسطوا المدينة، وكانت أفواه الجواليق مربوطة من قبل الرجال، لكنهم حلوها ووقعوا في الأرض مستلئمين، فشدّوا عليها وخرجت هاربة تريد السّرب، فاستقبلها قصير وعمرو عند باب السرب، وكان لها خاتم فيه سمّ فمصته وقالت: بيدي لا بيديك عمرو «5» ، فذهب قولها مثلا، وضربها عمرو وقصير حتى ماتت:
اسم الکتاب : أمثال العرب - ط الهلال المؤلف : المفضل الضبي الجزء : 1 صفحة : 101