اسم الکتاب : أمثال العرب - ط الهلال المؤلف : المفضل الضبي الجزء : 1 صفحة : 100
له الخيول وقالت: استقبلوه حين يدنو، وقالت: صفوا صفين فإذا دخل بين صفيكم فتقوضوا عليه، فليسر من مرّ عليه خلفه حتى ينتهي إلى باب المدينة. وذكر أن قصيرا قد كان قال له حين عصاه وأبى إلا إتيانها، أن استقبلتك الخيل فصفّوا لك صفّين فتقوض من تمرّ به من خلفك فإنّ معك العصا فرسك، وإنها لا يشق غبارها «1» فأرسلها مثلا، فتجلل العصا ثم انج عليها، فلما لقيته الخيول وتقوضوا من خلفه عرف الشرّ وقال لقصير؛ كيف الرأي؟ فقال له قصير: ببقة صرم الأمر «2» وذهب قوله مثلا.
وسار جذيمة حتى دخل عليها وهي في قصر لها ليس فيه إلّا الجواري، وهي على سريرها فقالت: خذن بعضدي سيدكنّ، ففعلن، ثم دعت بنطع فأجلسته فعرف الشر، وكشفت عن عورتها فإذا هي قد عقدت استها بشعر الفرج من وراء وركيها، وإذا هي لم تعذر، فقالت: أشوار عروس ترى «3» فأرسلتها مثلا فقال جذيمة:
بل شوار بظراء تفلة، فقالت: والله ما ذاك من عدم مواس، ولا قلة أواس، ولكن شيمة من أناس، ثم أمرت برواهشه فقطعت فجعلت تشخب دماؤه في النطع كراهية أن يفسد مقعدها دمه، فقال جذيمة: لا يحزنك دم هراقه أهله «4» ، فأرسلها مثلا. يعني نفسه.
ونجا قصير حين رأى من الشر ما رأى على العصا، فنظر إليه جذيمة والعصا مدبرة تجري فقال: يا ضلّ ما تجري به العصا «5» ، فذهبت مثلا.
وكان جذيمة قد استخلف على ملكه عمرو بن عدي اللخمي، وهو ابن اخته، فكان يخرج كلّ غداة يرجو أن يلقى خبرا من جذيمة، فلم يشعر ذات يوم حتى إذا هو بالعصا عليها قصير، فلما رآها عمرو قال خير ما جاءت به العصا «6» فأرسلها مثلا، فلما جاءه قصير أخبره الخبر، فقال:
اطلب بثأرك قال: كيف أطلب من ابنة الزبا وهي أمنع من عقاب الجو «7» فأرسلها مثلا، فقال قصير: أما إذا أبيت فإني
اسم الکتاب : أمثال العرب - ط الهلال المؤلف : المفضل الضبي الجزء : 1 صفحة : 100