ورجل المرأة "قاسم أمين"، فقلت لصاحبي: هل لك في أن ندنو منهما ونسترق نجواهما من حيث لا يشعران، ففعلنا فسمعنا الأول يقول للثاني: ليتك يا قاسم أخذت برأيي وأحللت نصحي لك محلا من نفسك، فقد كنت أنهاك أن تفاجئ المرأة المصرية برأيك في الحجاب قبل أن تأخذ له عدته من الأدب والدين فجنى كتابك عليها ما جناه من هتك حرمتها وفسادها وتبذلها وإراقة تلك البقية الصالحة التي كانت في وجهها من ماء الحياء، فقال له صاحبه: إني أشرت عليها أن تتعلم قبل أن تسفر وأن لا ترفع برقعها قبل أن تنسج لها برقعا من الأدب والحياء، قال له: ولكن قد فاتك ما كنت تنبأت لك به من أنها جاهلة لا تفهم هذا التفصيل, وضعيفة لا تعبأ بهذا الاستثناء، فكنت كمن يعطي الجاهل سيفا ليقتل به غيره فيقتل نفسه، فقال له: أتأذن لي يا مولاي أن أقول لك إنك قد وقعت في مثل ما وقعت فيه من الخطأ, وأنك نصحتني بما لم لم تنتصح به، أنا أردت أن أنصح المرأة فأفسدتها كما تقول, وأنت أردت أن تحيي الإسلام فقتلته، إنك فاجأت جهلة المسلمين بما لا يفهمون من الآراء الدينية الصحيحة والأغراض الشريفة فأرادوا غير ما أردت وفهموا غير ما فهمت، فأصبحوا ملحدين، بعد أن كانوا مخرفين،