النظامون:
ما لهؤلاء النظامين لا يهدءون ساعة واحدة عن صدع رءوسنا, وجرح قلوبنا بهذه الصواعق التي يمطرونها علينا كل يوم من سماء الصحف حتى صرنا كلما فتحنا صحيفة, ورأينا في وسطها جدولا أبيض مستطيلا تخيلناه حية رقطاء, ففزعنا وألقينا الصحيفة كما ألقاها الشاعر المتلمس لينجو بنفسه ويسلم بحياته.
من لي بالقلم العريض الذي يكتب به كتاب الصحف عناوين مقالاتهم في معرض التهويل والتجسيم فأكتب به إلى هؤلاء المساكين هذه الكلمة الآتية:
أيها القوم، إن علماء الضاد الذين عرفوا الشعر بأنه: الكلام الموزون المقفى لم يكونوا شعراء ولا أدباء ولا يعرفون من الشعر أكثر من إعرابه وبنائه أو اشتقاقه وتصريفه, وإنما جروا في ذلك التعريف مجرى علماء العروض الذين لا مناص لهم من أن يقفوا في تعريف الشعر عند هذا القدر ما دام لا يتعلق لهم غرض منه بغير أوزانه وقوافيه،
وعلله وزحافاته.