responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 142
ظلما بينا وترخص قيمتها وتلق بها في مدارج الطرق وتحت مواطئ النعال.
أيحزنك انصراف الأغبياء عن حانوتك, أو اتهامك بالزندقة والإلحاد أو المروق والخيانة, وترى أن ذلك كثير في سبيل بلوغك منزلة الصدق وإحرازك فضيلته، وأنت تعلم أن الفاضلين قد بذلوا من قبلك أكثر مما بذلت، في سبيل إحراز ما أحرزت، فما ندموا ولا حزنوا.
أيها السجين الشريف, هنيئا لك السجن الذي تكابده، وهنيئا لك البغض الذي تحتمله، وهنيئا لك العيش الذي تعالج همومه، فوالله لأنت أرفع في نظري من كثير من أولئك الذين يعدهم الناس سعداء، ويسمونهم عظماء.
لا تظلم الصدق ولا تكن سيئ الظن به, وكن أحرص الناس على ولائه ومودته، وإياك أن يخدعك عنه خادع، واصبر قليلا يثمر لك غرسه، ويمتد عليك ظله، وهنالك تجد في نفسك من اللذة والغبطة ما لو بذل فيه ذوو التيجان تيجانهم، وأرباب الكنوز كنوزهم، لما استطاعوا إليه سبيلا.

اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست