يصادره في ميوله وأهوائه وينقم منه جهله وغباوته، ويحب الكاذب؛ لأنه لا يزال يزين له أمره حتى يحبب إليه نفسه، فلا بد للصادق من صدر يسع هموم العيش وقلب يحتمل بغض القلوب ليبلغ غايته من إصلاح النفوس وتهذيبها كما يبذل المجاهد حياته ودمه ليبلغ غايته من الفوز والانتصار.
الصدق جنة حفت بالمكاره, فإن كان للصادق في جنة الصدق أرب فليحمل في سبيلها ما حمله الأنبياء والمرسلون والحكماء والقائمون بإصلاح المجتمع الإنساني ودعاة المطالب الدينية والسياسية.
كما أن الجود يفقر والإقدام قتال, وكما أن لكل فضيلة من الفضائل آفة من الآفات, ترفع درجتها وتبعد منازلها إلا على الصابرين المخلصين، كذلك للصدق آفة من مصادمة الكاذبين وهم الأكثرون، للصادقين وهم الأقلون.
أتريد أيها الرجل أن تسمى صادقا وأن تنال أشرف لقب يستطيع أن يناله بشر, وأن
يوافيك المجد طائعا مذعنا دون أن تبذل في سبيله شيئا من مالك أو راحتك.
إنك إن أردت ذلك أو قدرته في نفسك تظلم الفضيلة